من النظريات الأولى المتعلقة بأسباب الوسواس القهري ارتباطه بالنشاطات العقائدية الدينية. وقد ظن البعض في ذلك الزمان -وحتى اليوم- أن السبب هو المس الشيطاني والأرواح الشريرة، وكانوا -وما زالوا- يقومون بالذهاب لعمل الطقوس لطرد الأرواح الشيطانية، لكن مع التقدم بالزمن تبينت بعض الاحتمالات والأسباب المنطقية لحدوث مثل هذا الاضطراب
تشير الأبحاث المستمرة في هذا المجال إلى احتمال وجود خلل جيني في إرسال واستقبال المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، وبالتحديد وجود خلل وظيفي في مكان ما في نظام الناقل العصبيالسيروتونين، لأنّهم لاحظوا أنّ العديد من مرضى الوسواس القهري يستجيبون لمضادات الاكتئاب،SSRI.لكن لم يتم التوصل حتى الآن إلى الجين المحدد المسؤول عن هذا الاضطراب.
توضح هذه النظرية على وجودعقدة نفسية، أو صراع لرغبات غير واعية موجودة لدى الشخص ولكنها تكون مخالفة للقيم المجتمعية، فيحاول القيام بقمعها أو كبتها بطريقة لا شعورية، ولذلك تظهر عليه أعراض هذا الإضطراب من هواجس ودوافع للقيام بتصرف معين.
يقول أصحاب النظرية السلوكية أنّ بعض الأشخاص يربطون الأمور والمواقف المعينة بالخوف، وبمجرد ارتباط شعور الخوف يعانون من الوسواس القهري فيتجنبون الخوف بدلاً من مواجهته أو محاولة إيجاد حلٍ له. ويقومون بأداء "طقوس" معينة للمساعدة في الحد من الخوف، فيكون هذا بدايةً للاضطراب.
إنّ النظرية السلوكية تركز على كيفية ربط الأشخاص المصابين بالوسواس القهري بين المواقف والخوف. ولكن النظرية المعرفية تركز على كيفية إساءة فهمهم لأفكارهم وما يحدث معهم، ومعظم الناس يستطيعون تجاهل أفكار غير مريحة لكن المصاب هنا يبالغ في أهمية هذه الأفكار ويكون كمن تعرض لتهديد شديد، ولا يستطيع التحكم فيها، فيقوم بالمقابل بالقيام بأداء "الطقوس" المعينة التي تساعده على الحد من التهديد الذي يعتقد بأنه عرضة له