اسباب داء باركنسون وطرق علاجه وطرق الوقاية منه.
مرض باركنسون
مرض باركنسون أو الشلل الرعاشي هو أحد أشيع أمراضالجهاز العصبيالحركية، حيث يصيب أكثر من 1% من الذين أعمارهم فوق 60 عاماً، وحوالي 10% من الذين تجاوزوا الـ 80 عاماً، وهو مرض مجهول السبب يحدث فيه تلف (تنكس) الخلايا العصبية الدماغية المنتجة لمادة كيميائية تسمى الدوبامين (Dopamine)، مما يؤدي إلى نقص إنتاجها فيالدماغ.
يلعب الدوبامين دوراً حيوياً في تنظيم حركة الجسم وفي عملية التوازن وتناسق الحركات، وبالتالي فإن نقص إنتاج هذه المادة الكيميائية يعد المسؤول عن معظم أعراض مرض باركنسون.
يتطور مرض باركنسون تدريجياً، ويبدأ أحياناً برجفة (رعشة) خفيفة يكون من الصعب ملاحظتها في إحدى اليدين. وعلى الرغم من أن الرجفة هي أشهر علاماته، إلا أن مرض باركنسون عادة ما يسبب كذلك تيبس العضلات، وبطء الحركة، وعدم ثبات المشية أو الوقفة، كما أن له أعراضاً غير حركية (non-motor symptoms)كالاكتئابواضطرابات النوم والكلام.
يصيب مرض باركنسون الرجال أكثر من النساء، وتندر حالاته عند الأطفال واليافعين حيث يسمى عندئذٍ بالباركنسونية اليفعية (Juvenile Parkinsonism)، بينما يطلق أحياناً اسم مرض باركنسون الشبابي أو المبكر البدء (Early-onset Parkinson&rsquos Disease) على الحالات التي تظهر في الأعمار ما بين 21 و40 سنة.
يمكن أن يكون تشخيص مرض باركنسون صعباً فهو يتم من خلال الفحص السريري حصراً ولا تتوافر له أية فحوص مخبرية أو شعاعية مشخصة.
ورغم أن المعالجة تفيد في تخفيف الأعراض، فإنه لا يُعرف حتى الآن دواء شافٍ لمرض باركنسون.
مع أن مرض باركنسون مجهول السبب، إلا أن هناك حالة تدعى الباركنسونية الثانوية (Secondary Parkinsonism) تتميز بمجموعة من الأعراض مماثلة لأعراض مرض باركنسون، بما في ذلك الرجفة وتيبس العضلات وبطء الحركة وعدم ثبات المشية وهي تنجم عن أسباب عديدة (مثل الأدوية والداء الوعائي الدماغي والرضوض المتكررة على الرأس كما يحدث عند الملاكمين) وهي تقلد مرض باركنسون، ولكنها في الحقيقة ليست كذلك.
إن نقص إنتاج الدوبامين في الدماغ هو المسؤول عن الغالبية الساحقة عن الإصابة بمرض باركنسون، لكن لا يُعرف حتى الآن سبب محدد لمرض باركنسون على الرغم من عقود من الدراسات المكثفة.
يُجري الباحثون حالياً دراسات على الأسباب المحتملة كالوراثة والتقدم في العمر والسموم البيئية.
وبالرغم من عدم توفر صورة كاملة، لوحظ تأثير الجينات غير الطبيعية عند بعض العائلات التي يشيع فيها مرض باركنسون المبكر البدء، كما وجدت بعض الدراسات ترابطاً بين بكتيريا الأمعاء ومرض باركنسون، غير أن النتائج لم تكن حاسمة.
على الرغم من أن السبب المباشر لمرض باركنسون مجهولاً، فإن هناك عوامل مؤثرة تزيد من احتمال الإصابة بمرض باركنسون منها:
تختلف أعراض وعلامات الإصابة بمرض باركنسون من شخص لآخر من حيث النوعية والبدء والتطور والشدة، وغالباً ما تبدأ بشكل تدريجي وقد تكون في البداية خفيفة وغير ملحوظة.
تبدأ الأعراض غالباً في أحد جانبي جسمك وتبقى أسوأ في هذا الجانب حتى عندما تبدأ الأعراض بالتأثير على كلا جانبي الجسم.
أول الأعراض والعلامات ظهوراً في معظم الحالات هي رجفة أو رعشة في أحد الأطراف وغالباً في يدك أو أصابعك والتي تتميز بأنها تكون على أشدها عندما تكون مسترخياً أو مرتاحاً بينما تخف أثناء الحركة وتغيب عند النوم.
قد تُلاحظ حركة الإبهام على السبابة جيئةً وذهاباً كمن يعد النقود أو يدحرج حبة دواء بينهما ولذلك تدعى رجفة دحرجة الحبة (Pill-rolling tremor). من سمات هذه الرجفة أنها تزيد عند التوتر النفسي أو الإرهاق الجسدي.
كما يمكن أن تصيب الرجفة اللسان والفك، وقد تصبح أقل وضوحاً مع تقدم المرض.
إضافة إلى الرجفة، تتضمن الأعراض الحركية لأكثر شيوعاً لمرض باركنسون:
يرى بعض الباحثين أن الأعراض غير الحركية وهي الأعراض التي لا تصيب الحركة أو التناسق أو المهام البدنية الأخرى، قد تسبق تلك الحركي بسنوات، وفي حين قد لا تكون عائلة (وأصدقاء) المريض قادرة على ملاحظة الأعراض غير الحركية، فإن هذه الأعراض "غير المرئية" قد تكون أكثر إزعاجاً لبعض المرضى من المشكلات الحركية لمرض باركنسون. ومن أهم الأعراض غير الحركية:
إذا أصبت بأحد الأعراض غير الحركية أو أكثر، فإن هذا لا يعني بالضرورة أنك ستصاب بمرض باركنسون، ولكن تساعد تلك الأعراض العلماء في فهم المرض بشكلٍ أفضل.
هو إصابة الشخص بمرض باركنسون قبل سن الـ 40، ويشخص بظهور نفس الأعراض الحركية التي تظهر عند مرضى باركنسون الأكبر عمراً، كالرجفة وتصلب العضلات وبطء الحركة واضطرابات التوازن، كما قد تصيب المرضى الشباب نفس الأعراض غير الحركية التي تصيب المسنين.
أهم ما يميز مرض باركنسون عند الشباب عن مرض باركنسون عند المسنين هو:
لا يوجد فحص محدد لتشخيص مرض باركنسون، ويكون التشخيص بشكل أساسي بواسطة التقييم السريري للمريض، ويعتمد على الاستماع إلى القصة المرضية التي تذكر فيها الأعراض والعلامات التي تشكو منها وكذلك على الفحص الجسمي والعصبي الكاملين.
يشخص طبيب الأعصاب مرض باركنسون في حال وجود اثنين على الأقل من الأعراض الحركية التي تم ذكرها سابقاً لفترة معينة من الزمن.
يمكن أن يصف الطبيب مركباً دوائياً هو كاربي دوبا مع الليفودوبا (carbidopa-levodopa)، حيث يؤكد تحسن الأعراض الملحوظ عند استخدام هذا الدواء تشخيص المرض.
لا توجد فحوصات مخبرية أو شعاعية خاصة بمرض باركنسون، ولكن قد يطلب الطبيب أحياناً إجراء فحوصات دموية أو تصوير الدماغ لنفي إصابتك بحالات أخرى قد تكون سبباً لأعراضك.
قد تفيد بعض الفحوصات كالتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET scan) ، أو (DaTSCAN) في تشخيص المرض لكنها باهظة الثمن ولا تستخدم عادة إلا لأغراض بحثية.
لا يوجد دواء شافٍ يوقف المرض نهائياً أو يعكس آثاره.
لذلك تهدف الخطة العلاجية بشكل أساسي إلى تخفيف الأعراض دوائياً، ويمكن مشاركة ذلك بالعلاج المنزلي كالتمارين والحمية والعلاج الفيزيائي والنفسي وغيرها، حسب ما تحتاجه حالة المريض.
يمكن اللجوء للجراحة في الحالات التي لا تستجيب على المعالجة الدوائية، أو حين تسبب الأدوية تأثيرات جانبية شديدة.
تساعد الأدوية المستخدمة في مرض باركنسون على تخفيف وطأة المشكلات الحركية التي يسببها هذا المرض والتي تتعلق بالمشي والحركة والرجفة.
حيث تعمل هذه الأدوية على زيادة أو تعويض الدوبامين، وهو مادة كيميائية تعمل كناقل عصبي (neurotransmitter) في الدماغ، وينجم مرض باركنسون عن نقص إنتاجها. تتضمن الأصناف الدوائية المستخدمة في مرض باركنسون:
الليفودوبا/كاربي دوبا (levodopa/carbidopa):
هو الخيار الأساسي في المعالجة الدوائية، حيث يقوم بتعويض المادة الطبيعية التي ينخفض إنتاجها في الدماغ (الدوبامين) عند مرضى باركنسون، وغالباً ما يعطى الليفودوبا بالمشاركة مع الكاربي دوبا (carbidopa) لتأخير تحول الليفودوبا إلى دوبامين حتى وصوله إلى الدماغ، حيث يُساعد هذا الأمر في تخفيف التأثيرات الجانبية غير المرغوبة وإنقاص الجرعة اللازمة من الليفودوبا لتحقيق الأثر المرغوب، وهو تحديداً زيادة مقدار الدوبامين في الدماغ. إن الليفودوبا أكثر فعالية في تخفيف بطء الحركة ويبوسة العضلات، مع أنه يُنقص الرجفة بشكلٍ كبير.
التأثيرات الجانبية الشائعة لليفودوبا على المدى القصير هي:
التأثيرات الجانبية الشائعة لليفودوبا على المدى الطويل هي:
مشابهات الدوبامين (Dopamine agonists):
كما يشير اسمها، فإن هذه المركبات تمارس نفس تأثيرات الدوبامين عندما ترتبط بالمستقبلات الخاصة به، وبالتالي تكون قادرة على تخفيف الأعراض الناتجة عن انخفاض مستوياته.
إنها أقل فعالية من الليفودوبا/كاربي دوبا، وتتشابه معه من حيث التأثيرات الجانبية. نذكر من هذه الأدوية التي تستخدم عند مرضى باركنسون:
مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين من النوع ب (MAO-B inhibitors):
تمنع تفكيك الدوبامين في الدماغ وبالتالي تساهم بشكل غير مباشر في زيادة مقداره فيالدماغ. قد تسبب هذه الأدوية زيادة خطورة حدوث الهلاوس إذا أعطيت مع مركبات الليفودوبا/كاربي دوبا. من تأثيراتها الجانبية الغثيان والأرق.
تتفاعل هذه الأدوية مع معظم مضادات الاكتئاب، حيث تسبب -وإن كان نادراً- تفاعلات خطيرة، لذا يجب على الطبيب سؤال المريض عن الأدوية التي يتناولها قبل وصف هذه الأدوية، والتي نذكر منها:
مضادات الكولين (Anticholinergic drugs):
قد تستخدم وحدها في بداية العلاج أو لاحقاً تعطى مع الليفودوبا، وهي فعالة أكثر ما تكون في علاج الرجفة. من تأثيراتها الجانبية جفاف الفم والتدهور المعرفي والذي يعتبر مشكلة كبرى خاصة عند كبار السن. نذكر من هذه الأدوية:
مثبطات Catechol-O-methyltransferase (COMT- inhibitors):
نذكر من هذه الأدوية:
تُترك للحالات التي لا تؤثر فيها الأدوية، أو حين تسبب الأدوية تأثيرات جانبية شديدة أو لا يتحملها المريض.
تسمى العملية بالتحفيز العميق للدماغ (deep brain stimulation)، حيث تزرع أقطاب كهربائية في مناطق معينة في الدماغ تكون موصولة بمولد كهربائي مزروع في الصدر.
يقوم المولد بارسال نبضات كهربائية تخفف من أعراض مرض باركنسون. يمكن تعديل النبضات، مما يجعلها الطريقة الجراحية المفضلة اليوم.
لا تفيد العملية في تحسين التدهور المعرفي بل قد تزيده، لذا لا تستخدم عادة في الحالات التي تظهر فيها علامات الخرف.
يهدف إلى تقوية العضلات وزيادة مرونتها وتحسين التوازن.
كما تساعد التمارين في تخفيف الاكتئاب، وتزيد من الإحساس بالعافية لدى المرضى.
يحدد الطبيب أو المعالج الفيزيائي برنامج التمارين المناسب، وقد يتضمن المشي أو السباحة أو المشي في الماء.
تركز الحمية المتوازنة على زيادة الألياف والسوائل لمنع الإمساك، وإمداد الجسم بأحماض أوميغا 3 الدهنية (omega-3 fatty acids)، والتي قد تكون مفيدة لمرضى باركنسون.
لا توجد أدلة حاسمة تشير إلى فائدة الأعشاب في علاج مرض باركنسون.
ينصح الأطباء بالحذر والتأكد من خبرة ومعرفة من يعطي الوصفات العشبية، وسؤال الخبراء عن أمانها وتأثيراتها الجانبية.
الأنشطة اليومية:
اللباس:
الاستحمام:
الأكل والشرب:
الجلوس والوقوف:
المشي، وكيف تتعامل مع الجمود في المكان:
بما أن سبب المرض غير معروف، لذلك لا توجد سبل مثبتة الفعالية للوقاية منه.
ولكن تشير بعض الدراسات إلى فائدة مادة الكافيين الموجودة في القهوة والشاي والكولا في إنقاص خطورة تطور مرض باركنسون.
كما أن الشاي الأخضر قد يكون أيضاً مفيداً في إنقاص خطورة تطور المرض.
وأظهرت بعض الأبحاث أن ممارسة تمارين الأيروبيك بشكلٍ منتظم (regular aerobic exercise) كالركض بسرعة متوسطة أو الهرولة لفترات طويلة قد يخفف من خطر الإصابة بمرض باركنسون.
يكون مرض باركنسون مصحوباً غالباً بهذه المشكلات الإضافية التي قد تكون قابلة للمعالجة:
"