من الشائع أن تُطرد من صدرك مع السعال مادة تشبه الهلام تسمى البلغم (phlegm) أو القشع (sputum)، وقد يعتقد البعض ببساطة أن البلغم هو إشارة على الإصابة بالمرض، ولكن ما ينبغي أن تعرفه هو أن قوام ولون البلغم قد يقدم معلومات هامة بشأن العوامل الممرضة التي تغزو جسمك.
ينجم البلغم عادة عن الإصابة بالتحسّس أو عن التهاب الحلق، غير أن هناك أسباب كثيرة أخرى يمكن أن تسببه، بحيث يمكننا القول إن البلغم يشكل مرآة لما يحصل في جسمك.
حتى عندما تكون في كامل صحتك، سوف يقوم جسمك بإنتاج البلغم على نحو متواصل، بمقدار يصل إلى 1.5 لتر يومياً. يسيل معظم هذا البلغم في الأحوال الطبيعية باتجاه مؤخرة الحلق دون أن تلاحظ ذلك. بيد أن البلغم قد يصبح أكثر سمكاً ويسد الحلق عند الإصابة بمرض ما.
لا ينتج الجسم بالضرورة كميات أكبر من البلغم عند الإصابة بالمرض، إلا أن قوام البلغم قد يتغير بحيث تبدأ بملاحظته في تلك الحالة. هناك عوامل كثيرة تؤدّي إلى تغير قوام البلغم، مثل التحسس لشرب الحليب الذي يعاني منه بعض الأشخاص.
نلخص هنا أهم الأسباب وعوامل الخطر التي تؤدي للإنتاج الشاذ للبلغم:
يحدث البلغم نتيجة طيف واسع من الأسباب والتي تتراوح من الخفيفة إلى الشديدة، بما في ذلك العدوى وحالات الحساسية والأمراض الخبيثة والالتهاب والرضوض والأدوية.
وقد يشكل البلغم في بعض الأحيان علامة على الإصابة بمرض أو اضطراب خطير مهدد للحياة، مثل الداء الرئوي الانسدادي المزمن (COPD) أو سرطان الرئة كما ذكرنا سابقاً. وتختلف صفات البلغم والعلامات والأعراض المرافقة له حسب المرض أو الاضطراب المسبب لحدوثه.
قد تسبب العدوى المسببة للبلغم (من مثل الزكام أو الإنفلونزا أو التهاب الجيوب أو التهاب الحلق العقدي) أعراض أخرى تترافق مع البلغم مثل:
يسبب التحسس أعراض أخرى تترافق مع البلغم مثل:
قد يترافق البلغم في بعض الحالات مع أعراض أخرى يمكن أن تشير إلى وجود اضطراب أو مرض خطير أو مهدد للحياة مثل الوذمة الرئوية الحادة أو هجمات الربو الخطيرة. لذلك عليك أن تراجع الطبيب في حال الإصابة بالأعراض التالية:
سوف يسأل الطبيب المريض عن تاريخه المرضي وسوف يجري له فحصاً جسدياً ليعرف إن كان هناك مرضاً أو اضطراباً يسبب الإنتاج المفرط للبلغم، كما يُركِّز الطبيب على لون البلغم لأن اللون يساعده كثيراً على التفريق بين الأسباب المتنوعة.
وتتمثل هذه الأمور فيما يلي:
قد يشكل وجود بلغم أصفر أو أخضر علامة على أن جسدك يخوض معركة في مواجهة عدوى ما، حيث ينجم هذا اللون عن وجود كريات دم بيضاء في البلغم. يمكن أن تلاحظ في البداية وجود بلغم أصفر يتحول تدريجياً إلى اللون الأخضر. ويحدث البلغم الأصفر أو الأخضر عادة بسبب:
قد يشكو الشخص من إنتاج مفرط لبلغم أبيض اللون عند إصابته باضطرابات عديدة، كما في:
يشير البلغم الأحمر إلى وجود دم كامل ويكون النزف في هذه الحالة أكثر شدة من حالة البلغم زهري اللون. يشير القشع صدئي اللون إلى النزف أيضاً، ولكن تكون عملية التجلط قد بدأت وحدث تحطم لكريات الدم الحمراء. نذكر من الأسباب:
قد يشير إفراز بلغم أسود إلى استنشاق المريض لكميات كبيرة من شيء أسود، مثل غبار الفحم. كما قد يشير البلغم الأسود إلى الإصابة بعدوى فطرية.
يحدث البلغم الأسود عادة بسبب:
يحتاج الطبيب غالباً لطلب فحوص مختبرية من أجل تأكيد التشخيص. الفحص الأهم في تحديد سبب البلغم هو جمعه بعد السعال وإجراء فحص مجهري له بالإضافة إلى زرعه.
يؤدي تراكم كميات كبيرة من البلغم في حلق الرضيع إلى إصابته بالشرق وضيق النفس والسعال واضطراب نومه بسبب صعوبة التنفس في الليل. يحدث البلغم عند الرضيع عادة كأثر جانبي لإصابته بعدوى مثل الزكام أو الإنفلونزا، وبعد زوال العدوى، يظل البلغم موجوداً لبضعة أسابيع.
كما يعد التفاعل التحسسي الموسمي أحد أسباب إصابة الرضع بالبلغم.
يصاب الأطفال بالبلغم بسبب عدد كبير من الأمراض مثل التحسس والإنفلونزا والزكام، كما أن هناك أسباب معينة مثل سوء التغذية أو التعرض لدخان السجائر وضعف الجهاز المناعي تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض تسبب ظهور البلغم عندهم.
تتضمن الأعراض المرافقة للبلغم عند الأطفال ما يلي:
سوف تلاحظين بعد الحمل تغيرات كثيرة تطرأ على جسمك، فبالإضافة إلى ازدياد وزنك والغثيان الصباحي والإنهاك، قد تلاحظين ازدياداً في مقدار البلغم واحتقاناً في الأنف.
مع أن التهاب الجيوب أمر شائع أثناء الحمل، إلا أن الاحتقان الذي يرافقه أعراض مزعجة قد يتطلب زيارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب، لاسيما في حال الإصابة بعدوى جرثومية.
تسبب التغيرات الهرمونية أثناء الحمل تورم الممرات الهوائية في الأنف وإنتاجها لمزيد من المخاط، وتحدث هذه التغيرات أكثر في ثلث الحمل الثاني.
يسبب الحمل ازدياد الجريان الدموي إلى أغشية الأنف، وينتج عن هذا الأمر الازدياد في الجريان الدموي، تتورم بطانة الجيوب الأنفية والممرات الهوائية الأنفية، الأمر الذي يعيق جريان الهواء في بعض الأحيان.
ننصح الحوامل باستخدام غسيل الأنف من أجل إزالة الإفرازات السميكة. يساعد غسيل الممرات الأنفية مرتين أو ثلاث مرات في اليوم على تحسين الحالة. كما يساعد استخدام مرطب الجو أثناء الحمل على تخفيف التورم في الجيوب.
خروج البلغم مع السعال عبارة عن عرض وليس مرضاً قائماً بذاته، لذلك مساعدة المريض على التخلص من البلغم فقط ليست كافية في معظم الحالات، ولكن يجب توجيه العلاج نحو المرض المستبطن الذي أدى لظهور البلغم. قد نلجأ لتحقيق هذا الهدف إلى استخدام الأدوية ووسائل أخرى:
من المهم ملاحظة أن كمية البلغم سوف تقل بالتدريج مع علاج السبب الكامن بنجاح، وسوف يتخلص المريض من إخراج البلغم مع السعال تماماً في نهاية المطاف.
السعال فعال جداً من أجل تفريغ البلغم من الممرات الهوائية ومن الرئتين. لكننا نحتاج في بعض الأحيان إلى الاستفادة من تقنيات متنوعة.
بإمكانك الوقاية من البلغم عن طريق اتباع الخطوات التالية:
إضافة إلى المضاعفات التي تنجم عن الأمراض والاضطرابات المسببة للإنتاج المفرط للبلغم، فإن فشل الجسم في التخلص الفعال من البلغم قد يؤدي إلى تشكل سدادات مخاطية (mucus plugs) سميكة تسبب بحد ذاتها مضاعفات خطيرة أحياناً من أهمها:
"