مرض الرَّبو (Asthma) هو مرض مُزمِن يُصيب الجهاز التنفُّسي ويؤدِّي إلى صعوبات في التنفُّس بصورة نوبيَّة. ألمرض شائع جدًّا, خاصَّةً عند الأطفال, وتُظهِر الإحصائيَّات أنَّ نسبتهُ إرتفعت في السنَّوات الأخيرة لتصل إلى 1 من كل 10 أطفال في العالم الغربي.
ينشأ مرض الرَّبو بسبب إلتهاب في القصُيبات الهوائيَّة وهي تشعُّبات القصبة الهوائيَّة التي تُوصل الهواء من وإلى الرِّئة. هذا الإلتهاب يُؤدِّي إلى تضييق قُطر القُصيبات وبالتالي إلى عرقلة مرور الهواء خاصَّةً أثناء الزَّفير أي أثناء إخراج الهواء من الرِّئتين.
يَحدث مرض الرَّبو غالبًا نتيجة فرط في حساسيَّة (Hypersensitivity) القصبات الهوائيَّة لبعض العوامل الخارجيَّة مثل الغبار في الجو, أي بكلماتٍ أخرى إستجابة جهاز المناعة المُبالغ فيه لعوامل لم تكُن لتُشغِّله عند الأشخاص المعافين. تفعيل جهاز المناعة يؤدي إلى تجنيد خلايا المناعة التي تُفرز المواد الكيميائيَّة المختلفة. هذه المواد تُسبِّب :
كل هذه الأمور تُساهم في نهاية المطاف على تضييق قطر القصبات الهوائيَّة وبالتَّالي إلى ظهور عوارض مثل صعوبة التَّنفُّس. هذه الحالة تحدث بشكل نوبي وتُسمّى بأزمة الرَّبو والتي يختلف عددها من مريضٍ لآخر.
أسباب وجود هذه الحساسيَّة المُفرطة لدى بعض الأشخاص دون غيرهم غير معروفة حتى, الآن لكن هناك عوامل خطر تزيد من إمكانيَّة الإصابة بالمرض مثل :
ألعوامل التي تُؤدّي لحدوث أزمة الرُّبو كثيرة, وهي تختلف من شخص لآخر, أشهرها :
يُمكن لعوارض الأزمة أن تبدأ في الظُّهور حالًا مع التَّعرُّض للعامل المُثير ويمكن أن يستغرق الأمر عدَّة أيام بل أسابيع.
ألعوامل المُختلفة تُثير الأزمات عند مرضى الرَّبو المُختلفين فهناك من يستجيب سلبًا لعامل واحد وهناك من يستجيب لعدَّة عوامل لكن من الجدير بالذِّكر أنَّ هناك جزء لا يُستهان به من الأزمات تبقى مجهولة السَّبب, ويفشل المريض والأطبّاء بوضع إصبعهم على أحد العوامل المُثيرة.
عوارض الرَّبو تظهر عند حدوث النَّوبة التي تُسمّى بأزمة الرَّبو. ألعوارض كثيرة وهي تختلف من شخصٍ لآخر, وقد تختلف حتّى عند المريض نفسِهِ بين أزمةٍ وأخرى.
هذه العوارض تبدأ خفيفة في بداية الأزمة, وتُصبح كثيفة إن لم تُعالج بسرعة ومن هنا تنبُع أهميَّة تشخيص الأزمات في بدايتها.
وتيرة العوارض تختلف أيضًا من شخصٍ لآخر, فيُمكن أن يتعرَّض المريض إلى أزمة بشكل يومي أو مرةً في السَّنة أو فقط عند تعرُّضه للعامل المُثير (Trigger).
هناك عوارض تظهر مُبكِّرًا مُنذرةً بقدوم أزمة ربو, يتعلَّم المريض ملاحظتها مع الوقت مثل :
يبدأ تشخيص المرض بتجميع المعلومات من المريض عن العوارض, زمن ظهورها, كم من الوقت تستمر, أسئلة مُفصَّلة عن كل الأمور التي يُمكنها إثارة أزمة ربو والتي فُصِّلت سابقًأ.
كما ويُسأل المريض عن وجود أمراض فرط حساسيَّة أخرى مثل إلتهاب الأنف الأرجي, وعن وجود أمراض الرَّبو بشكل خاص وفرط الحساسيَّة بشكل عام في العائلة.
إذا شكَّ الطَّبيب بوجود الرَّبو يقوم بإجراء بعض الفحوصات لتأكيد المرض. تشخيص المرض يعتمد على إختبارات عمل الرئة التي تُظهر :
فحص عمل الرِّئة يُمكن أن يتم بواسطة جهازين :
ألصُّعوبات الأساسيَّة التي تواجه الطَّبيب في تشخيص مرض الرَّبو هي أنَّهُ مرض نوبي, أي أنَّ المريض خارج النَّوبات لا يُظهر أيَّة عوارض, أو نتائج مرضيَّة في إختبارات عمل الرِّئة, لذلك قد يلجأ الطَّبيب لإثارة أزمة ربو لدى المريض ليتمكَّن من رؤية العوارض بنفسِهِ وإجراء الفحوصات اللازمة أثناء حدوث الأزمة وذلك عن طريق :
هناك بعض الفحوصات الأخرى التي يُمكن للطَّبيب الإستعانة بها لتشخيص الرَّبو :
للأسف الشَّديد لا تُوجد اليوم إمكانيَّة من الشِّفاء الكامل من مرض الرَّبو, لكن هناك طرق علاج عديدة وبإتِّباعها يُمكن التَّحُكم بالمرض وعوارضِه بشكلٍ مُرضٍ.
طُرق العلاج :
تُأخذ أدوية الرَّبو غالبًا بواسطة الإستنشاق, حيث تدخل على شكل غازي من الفم والأنف لتصل إلى جهاز التَّنفُس فتعمل مباشرةً على القُصيبات الهوائيَّة. يُمكن تقسيم العلاج إلى نوعين :
أهم الأدوية المُستعملة لعلاج الأزمات :
أهم الأدوية المُستعملة لمنع الأزمات :
ألرَّبو مرض مُزمن وغالبًا ما يتطلَّب علاجًا طوال الحياة. تتفاوت كميَّة ونوع الأدوية التي يجب تناولها مع إختلاف صعوبة المرض, فهناك من يحتاج لتناول الدَّواء وقت حدوث الأزمة فقط, وهناك من يُعاني من أزمات كثيفة تتطلَّب تناول الدَّواء بشكلٍ دائم.
لكن هناك قسم لا يُستهان به من الحالات خاصَّةً الحالات البسيطة التي إبتدأت من الطُّفولة يُمكنها أن تخف مع تقدُّم العُمُر وأحياناً يُمكنها أن تزول نهائيًّا. لذلك من المهم على الطَّبيب تقييم وضع المرض بشكلٍ مُستمر فرُبَّما إحتاج المريض إلى تخفيف كميَّة الدَّواء أو حتى الإستغناء عنه في إحدى المراحل.
"