من نعم الله تعالى الواسعة أن جعل للجنين الحياة والبيئة الخاصة به والتي تمكنه من النمو بالشكل السليم، ومن نعمه أيضاً أن جعل نمو هذا الجنين على سلسلة من المراحل المتتالية للتطور خلال الحمل، ابتداءً من الشهر الأول حتى الشهر التاسع وموعد الولادة، وقد يكون هذا التطور من عدة نواحٍ، فمنها ما يخص النمو الفسيولوجي للجنين، وتطور الخلايا، والأنسجة والأعضاء، ومنها ما يتعلق بحركة الجنين ونشاطه ووضعيته خلال أشهر الحمل، فعلى سبيل المثال، لو أمعنّا النظر قليلاً في وضعية الجنين داخل رحم الأم، فسنجدها تتفاوت من شهرٍ إلى آخر، وهكذا يتجلّى لنا أنّ تطور الحياة الجنينيّة حافل بالمراحل المتتابعة والتي تلي كل منها لما سبقها.
يشهد الشهر الخامس من الحمل تطوراً ملحوظاً وكبيراً في نمو الجنين، فهو شهر النمو السريع والزيادة الملحوظة في كل من وزن الأم ووزن الجنين، حيث تبدأ الأعضاء الداخلية التي سبق أن بدأ تشكلها لدى الجنين في النضوج بشكل نسبي، بحيث يتم التمييز بين جنس المولود الذكر والأنثى، كما أن الجنين في الشهر الخامس يبدأ بالنوم على فترات منتظمة خلال اليوم، أمّا فيما يتعلق بوضعيّته فيكون الجنين في هذا الشهر متقلّب الوضعيات دون وجود نمط معيّن يمكن الاعتبار به، فيكون رأس الجنين متنقلاً من اليسار لليمين أو من الأعلى للأسفل بحيث يكون رأسه مكان قدميه، ويمكن ملاحظة هذا التقلُّب عند إجراء الصور التلفزيونيّة التي توضّح حركة الجنين وحيويته خلال الشهر الخامس من الحمل.
من ناحية أخرى، قد يصاحب تقلُّب حركة الجنين في بعض الحالات من الحمل نزول في رأس الجنين قليلاً إلى حوض الأم بحيث يسبب لها آلاماً خفيفة في أسفل الظهر والبطن، ويكون هذا الألم نتيجة لتمدّد بطانة الرحم لديها، وهنا يتوجب على المرأة الحامل في مثل هذه الحالة: