مرض الجذام أو هانسن هو مرض مزمن تسببه جرثومة العصية المتفطرة الجذامية، والتي تتكاثر ببطء وتتراوح فترة حضانة المرض في المتوسط ??5 سنوات، ويؤثر هذا المرض بشكل رئيسي على الجلد والأعصاب الطرفية والغشاء المخاطي في الجهاز التنفسي العلوي وكذلك على العينين، ومن المحتمل أن ينتقل الجذام عبر قطيرات من الأنف والفم ومن خلال اتصالات متكررة مع الحالات غير المعالجة، كما أنّ الجذام قابل للشفاء مع العلاج متعدد الأدوية، وقد تم تسجيل 211000 حالة إصابة بالجذام على مستوى العالم في عام 2017، وفقًا للأرقام الرسمية من 159 دولة من أقاليم منظمة الصحة العالمية الستة، وقد تحدث الأعراض في غضون عام واحد ولكن قد تستغرق أيضًا ما يصل إلى 20 عامًا أو أكثر حتى تحدث.
الجذام هو عدوى بكتيرية تنمو ببطء شديد ويمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على الصحة إذا لم يتم تلقي العلاج، حيث يهاجم هذا المرض الجهاز العصبي، مما يتسبب في تشوه كبير، وتختلف أعراض مرض الجذام من شخص لآخر، ومن هذه الأعراض:
ويمكن أن تحدث الإصابات والحروق دون أن يلاحظها أحد، وذلك بسبب انعدام الإحساس الناجم عن تلف الأعصاب، ومع مرور الوقت يمكن أن يفقد المريض الأطراف نتيجة أضرار متكررة، وقد يؤدي تلف الغشاء المخاطي الذي يغطى الجزء الداخلي من الأنف أحيانًا إلى تلف داخلي وتندب، وقد ينهار الأنف في النهاية، كما أنّ الجذام يمكن أن يدمر الأعصاب المسؤولة عن رفرفة الأجفان، وهذا يمكن أن يؤدي إلى جفاف العينين وزيادة احتمالية الإصابة باللعدوى، مما قد يؤدي إلى تقرّح وعمى.
يتم تعريف مرض الجذام من خلال عدد ونوع تقرحات الجلد التي يصاب بها المريض، كما تعتمد الأعراض والمعالجة النوعية لمرض الجذام على شكل المرض، حيث يوجد عدة أشكال لمرض الجذام تختلف شدتها وانتشارها من شكل لآخر، وهي:
يتم علاج مرض الجذام عن طريق المعالجة بالأدوية المتعددة والتي قد تستمر لمدة تتراوح بين 6 و12 شهرًا، كما أنّ أول دواء وجد أنّه فعّال في علاج الجذام هو الدابسون، وقد كان قيد الاستخدام منذ عام 1946، وفي وقت لاحق تم تطوير بعض المقاومة لهذا الدواء، وتم إيجاد أدوية أخرى للاستخدام في الحالات التي يكون فيها المرض مقاومًا، ومن هذه الأدوية ريفامبيسين وكلوفازيمين، وفي الوقت الحالي يتم استخدام هذه الأدوية الثلاثة لعلاج الجذام وذلك اعتمادًا على شدة المرض، وهذه الأدوية تسساعد على قتل الجرثومة المسببة للمرض، وبالتالي يتم الشفاء، والآثار الجانبية لعلاج مرض الجذام نادرة ولكن يمكن أن تظهر في بعض الأحيان ومنها:
ويمكن أيضًا إعطاء مرضى الجذام ثاليدوميد، وهو دواء فعّال يقمع الجهاز المناعي في الجسم، ويساعد في علاج العقيدات الجلدية الجذامية، ومن المعروف أن الثاليدوميد يسبب تشوهات خلقية خطيرة تهدد الحياة ولا ينبغي أن تتناولها النساء الحوامل أو النساء اللائي قد يصبحن حوامل، وتستخدم الأدوية المضادة للالتهابات للسيطرة على آلام الأعصاب والأضرار المرتبطة بالجذام، قد يشمل هذا الستيروئيدات، مثل بريدنيزون.
إذا لم يعالج المريض المصاب بالجذام فيمكن أن يحدث لديه تلف الأعصاب والجلد والذراعين والساقين والقدمين والعينين، ويمكن أن يؤدي تلف الأعصاب إلى فقدان شعور خطير، فقد لا يشعر الشخص الذي يعاني من تلف الأعصاب المرتبط بالجذام بالألم عند قطع اليدين أو الساقين أو القدمين أو حروقهم أو إصابتهم بأي طريقة أخرى، ومن مضاعفات مرض الجذام: