مرض كواشيوركور هو أحد أمراض سوء التغذية الناجم عن نقص البروتين في النظام الغذائي، والذي يشيع معظم الأحيان في المناطق التي تعاني من المجاعات والفقر الشديد، ويعاني الأشخاص الذين المصابون بمرض كواشيوركور من هزل شديد للغاية في جميع أجزاء الجسم باستثناء الكاحلين والقدمين والبطن، والتي تنتفخ نتيجة احتباس السوائل، ويعتبر مرض كواشيوركور أكثر شيوعًا في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات، ويعيشون في المجتمعات الفقيرة، وخاصةً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وغالبًا ما يحدث ذلك بعد فطام الطفل لعدم حصوله على نفس المغذيات والبروتينات في نظامه الغذائي المعتاد وجوده في حليب الأم.
غالبًا ما يعاني الأطفال المصابون بمرض كواشيوركور من الهزال، وقد تختلف الأعراض من حالة إلى أخرى، وتظهر الأعراض بسبب النقص الحاد في البروتينات في الجسم، وتشمل هذه الأعراض ما يأتي:
ينجم مرض كواشيوركور نتيجةً للنقص الحاد في البروتينات في النظام الغذائي، إذ تحتوي كل خلية في الجسم على البروتين كمكون رئيس، ولذلك يحتاج الجسم إلى البروتين في النظام الغذائي لإصلاح الخلايا وإنشاء خلايا جديدة، حيث يجدد الجسم خلاياه بهذه الطريقة باستمرار، كما أنّ للبروتين أهمية خاصة للنمو أثناء الطفولة والحمل، لذلك يؤدي نقص البروتين إلى تباطؤ عملية النمو وربما توقفها تمامًا.
ويعتبر كواشيوركور أكثر شيوعًا في البلدان التي تعاني من نقص في الإمدادات الغذائية، لذلك غالبًا ما يصيب المرض الأطفال والرضع في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرق آسيا وأمريكا الوسطى، وذلك لما تعانيه هذه البلدان من عوامل تجعلها في مجاعة مستمرة، وتشمل هذه العوامل الكوارث الطبيعية مثل: الجفاف والفيضانات والاضطرابات السياسية والحروب والنزاعات الدموية، كما يمكن أن يكون السبب في نقص البروتين هو الجهل بخصائص الغذاء وتفاصيله، فمثلًا يؤدي النظام الغذائي الذي يعتمد على الذرة بشكل رئيس ويكاد يكون وحيدًا في العديد من دول أمريكا الجنوبية في تطور مرض كواشيوركور.
ويعتبر مرض كوشيوركور نادرًا في البلدان التي يستطيع معظم الناس فيها الحصول على ما يكفي من الطعام وبالتالي تناول كميات كافية من البروتين، وترجع الإصابة بهذا المرض في الدول المتقدمة إلى أسباب محتملة منها الإهمال الغذائي أو الحمية الغذائية الخاطئة، كما يمكن أن يكون أيضًا علامةً على وجود أمراض مزمنة مثلفيروس نقص المناعة البشرية.
في حال الاشتباه بإصابة الطفل بمرض كواشيوركر، فسيقوم الطبيب أولًا بالفحص السريري للتحقق من تضخم الكبد والتورّم، وبعد ذلك قد يتم طلب فحوصات روتينية للدم والبول لقياس مستوى البروتينوالسكرفي الدم، ويمكن إجراء اختبارات أخرى على الدم والبول لقياس علامات سوء التغذية ونقص البروتين، وقد تبحث هذه الاختبارات عن تحلل العضلات وتقييم وظائف الكلى والصحة العامة والنمو، وتشمل هذه الاختبارات ما يأتي:
إذا تم تشخيص مرض كواشيوركور مبكرًا، فيمكن معالجته إما عن طريق مركبات الحليب المعدة خصيصًا أو الأطعمة العلاجية الجاهزة للاستخدام -RUTF-، وعادةً ما تتكون هذه الأغذية المعدة خصيصًا من زبدة الفول السوداني ومسحوق الحليب والسكر والزيت النباتي والفيتامينات والمعادن المضافة، وربما يكون هناك حاجةً إلى علاج أكثر دقة في المستشفى للحالات الشديدة أو في حال حدوث مضاعفات مثل الالتهابات الحادة، وعادةً ما يتضمن العلاج في المستشفى خطوات مهمة تشمل:
إذا كان الطفل يعاني من سوء التغذية الحاد وفي حال عدم تلقي العلاج، فيمكن أن يكون مرض كواشيوركور مميتًا، وغالبًا ما يكون سبب الموت في حالات كواشيوركور هو العدوى الحادة التي يصاب بها الطفل نتيجة ضعف جهاز المناعة لديه، وفيما يأتي بعض المضاعفات المحتملة لمرض كواشيوركور:
يمكن الوقاية من كواشيوركور عن طريق التأكد من تناول ما يكفي من السعرات الحرارية والأطعمة الغنية بالبروتين، و توصي المبادئ التوجيهية الغذائية من معهد الطب البشري أن 10% إلى 35%من السعرات الحرارية اليومية للبالغين تأتي من البروتين، ويمكن للإنسان الحصول على كميات جيده من البروتين في الأطعمة الآتية: