مرض السل هو عدوى خطيرة تصيبالجهاز التنفسيبشكل عام، ورغم أن الجسم قد يحمل البكتيريا المسببة لمرض السل، لكن جهاز المناعة يمنع الإصابة به عادةً، وتسمى هذه الحالة بعدوى السل الكامنة أو غير النشطة، ولا تظهر أية أعراض على المصاب ولا يحتاج إلى تلقي العلاج، أما في حالة الإصابة بعدوى السل النشطة؛ تظهر أعراض العدوى على المصاب من حمى وألم عند التنفس أو السعال، وقد يسعل المصاب لعدة أسابيع يصاحبه خروج دم،ويكون علاج السل حساسًا ويستمر مدةً طويلة؛ فيتعاطى المريض مزيجًا منالمضادات الحيويةلمدة 6-9 أشهر على الأقل، وعند ظهور مقاومة العدوى البكتيرية قد يستمر العلاج 20-30 شهرًا، ويعتبر مطعوم السل خط الدفاع الأول للحماية من الإصابة بمرض السل.
يعتبر مرض السل مرضًا ينتقل بالعدوى؛ حيث تنتقل البكتيريا من خلال القطرات المجهرية العالقة في الهواء إلى الجهاز التنفسي، وتنجم هذه القطرات من سعال الشخص المصاب بعدوى السل النشطة،وفي الواقع فإن الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مرض السل ممن يعيش أو يعمل معه، مقارنةً باحتمال انتقال العدوى من شخص غريب،ولذلك السبب يجب على مقدمي الرعاية الصحية بشكل خاص الحصول على مطعوم السل، ويكون تطعيم مقدمي الرعاية الصحية أمرًا أساسيًا وضروريًا في الحالات التالية:
ويجب دائمًا تقديم النصح والمشورة لجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين تشملهم خطة مطعوم السل، وتوضيح كل ما يتعلق بمخاطر وفوائد مطعوم السل، وكذلك توعيتهم وتزويدهم بكافة المعلومات التي تتعلق بطرق علاج مرض السل.
يعطي الطبيب أو الممرض مطعوم السل كحقنة عبر الطبقة العلوية من الجلد، وتعطى هذه الحقنة معظم الوقت في الجزء العلوي من الذراع، وتكون الجرعة الموصى بها للأطفال دون ال 12 شهرًا 0.05 مل، بينما تكون الجرعة بالنسبة للبالغين والأطفال الأكبر عمرًا 0.1 مل، ويفضل عدم تغطية مكان الحقنة وتركها مكشوفةً، إضافةً إلى ذلك فيجب ملاحظة أنه من المتوقع أن يحمّر وينتفخ مكان حقنة المطعوم؛ حيث تعتبر أعراضًا جانبيةً شائعة، وقد تترك الحقنة أثرًا حتى بعد مرور أشهر على أخذها، ولا ينصح بأخذ المطعوم أثناء الحمل أو الرضاعة، رغم عدم وجود دليل أو دراسات على خطورة ذلك وتأثيرها على الجنين؛ فيفضل مراجعة الطبيب المختص واستشارته، كما يجب إخبار الطبيب في حالة تعاطي أدوية أو مطاعيم أخرى؛ لتجنب حدوث تفاعلات سلبية، وفي حالة اختبار أعراض غير اعتيادية كالحمى أوالصداعبعد أخذ حقنة المطعوم، يجب مراجعة الطبيب بشكل فوري، ويحفظ المطعوم في مكان بارد أي في الثلاجة بعيدًا عن متناول الأطفال.
يعتبر الأطفال من أكثر الفئات عرضةً للإصابة بعدوى السل النشطة، أو تحول عدوى مرض السل الكامنة وتطورها إلى نشطة؛ وذلك لأن جهازهم المناعي يكون أضعف وأقل فاعلية،وينصح بإعطاء مطعوم مرض السل بشكل خاص للأطفال حتى عمر سنة عند مرورهم بإحدى الحالات التالية:
كذلك يعطى مطعوم السل للأطفال الأكبر عمرًا الذين سافروا إلى أو وصلوا من بلدان يرتفع فيها معدل الإصابة بمرض السلكإفريقياو أجزاء منالهند، ويعطى أيضًا للأطفال الذين يعتبرون على اتصال وثيق بشخص مصاب بمرض السل أو عدوى الجهاز التنفسي، ونادرًا ما يعطى المطعوم للأشخاص الذين يتجاوز عمرهم 16 عامًا؛ حيث أثبت أن المطعوم يملك فعالية وتأثيرًا أقل في مقاومة السل، ويعتبر مطعوم السل فعالًا في الحماية بنسبة 70-80% ضد أشد أشكال وأنواع مرض السل مثل سلالتهاب السحايالدى الأطفال، و يلاحظ أنه غالبًا ما تترك حقنة المطعوم أثرًا لدى معظم الأطفال لكن ليس جميعهم.
معظم الناس الذين يملكون البكتيريا المسببة لعدوى مرض السل غير النشطة لا تتطور لديهم العدوى لتصبح نشطة، لكن في بعض الأحيان يضعف جهاز المناعة وتتطور عدوى السل لتصبح عدوىً نشطةً، ومن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بعدوى السل النشطة:
وتحتاج الفئات السابقة إلى تعاطي الأدوية لتجنب تطور عدوى السل الكامنة إلى عدوىً فعالة، ويمكن للطبيب المختص اختيار العلاج المناسب للقضاء على البكتيريا المسببة لمرض السل، ولكون عدد هذه البكتيريا في العدوى الكامنة أقل وأضعف يسهل علاجها في حال التزام المريض بإرشادات الطبيب، كما يجب تجنب الدول التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بمرض السل، وكذلك يجب إجراء فحوصات لللمسافرين الذين يعودون من هذه الدول خاصةً من المدن المزدحمة؛ لتجنب انتشار مرض السل
"