الحالة المقصودة بقرحة الرحم هي قرحة عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical Ectropion)، والتي تتمثل بكونها حالة صحية تؤثر في خلايا عنق الرحم، وقبل الخوض في بيان طبيعة هذه القرحة لابدّ من توضيح بعض المعلومات الأساسية حول طبيعة خلايا عنق الرحم؛ إذ يحتوي عنق الرحم من الداخل على خلايا لينة بطبيعتها وتُعرفبالخلاياالغدية (بالإنجليزية: Glandular Cells)، بينما تكون الخلايا الموجودة إلى الخارج من عنق الرحم أكثر صلابة وتُعرف بالخلايا الظهارية الحرشفية (بالإنجليزية: Squamous Epithelial Cells)، وتكمن المشكلة التي تحدث في حال الإصابة بقرحة عنق الرحم بتشكل رقعة حمراء ملتهبة خارج عنق الرحم؛ نتيجة لنمو مجموعة من الخلايا الغدية اللينة إلى الخارج من عنق الرحم، ففي الوضع الطبيعي وعند معظم النساء تكون الخلايا الغدية فقط داخل عنق الرحم، ولكن في حالة قرحة عنق الرحم تظهر مجموعة من الخلايا الغدية خارج عنق الرحم بحيث تتلامس مع الخلايا الظهارية الحرشفية، وتُسمى هذه المنطقة بمنطقة التحول أو الظهارة الحرشفية الطبقية (بالإنجليزية: Transformation Zone).
ومن الجدير بالذكر أنَّ قرحة عنق الرحم في العادة ليست مصدر قلق على الصحة، ولكن بسبب طريقة ظهورها قد يكون من الصعب تمييزها عن المراحل المبكرة من سرطان عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical Cancer)، ولذلك قد يكون من الضروري أن يقوم الطبيب ببعضالاختبارات التشخيصيةلمعرفة إن كانت قرحة أوسرطان.وتجدر الإشارة إلى أنَّ قرحة عنق الرحم هي حالة غير ضارة أو مؤذية للجسم في العادة، ولا ترتبط بالإصابة بسرطان عنق الرحم، أو أي حالة صحية أخرى تسبب السرطان.
معظم السيدات اللواتي يعانينَّ من قرحة عنق الرحم لا تظهر عليهنّ أي أعراض، ونسبة قليلة منهنّ تكتشف قرحة عنق الرحم عندما تراجع طبيباً مختصاً أو تُجري فحصاً للحوض، وفيما يلي بيان لبعض من الأعراض التي ترافق الإصابة بقرحة الرحم في بعض الحالات:
هنالك عدد من النظريات الشائعة حول أسباب الإصابة بقرحة عنق الرحم، كالعدوى والإصابات الجسدية، ولكنّ هذه النظريات تم نفيها بعد الأبحاث والدراسات الحديثة المجراة، وأصبحت النظرية الأقوى والتي يدعمها عدد كبير من الأخصائيين هي أنّ قرحة عنق الرحم ليست سوى تفاوت تشريحي طبيعي بين الفتيات، إذ تكون أغلب حالات قرحة عنق الرحم ظاهرة منذ ولادة الأنثى، أو يصبن بها لاحقاً نتيجة لعدد من العوامل المحتملة، والتي نذكر منها الآتي:
يُعتقد أنَّ الإصابة بقرحة الرحم يمكن أن تكون مرتبطة بالتغيرات الهرمونية كما أسلفنا، وخاصة ارتفاع مستوىهرمون الإستروجين(بالإنجليزية: Estrogen)، وبناء على ذلك نذكر فيما يلي بعضاً من العوامل التي قد يكون لها دور بزيادة خطر الإصابة بعنق الرحم أو حدوث مضاعفات صحية من بعد الإصابة به:
تُعتبر قرحة الرحم حالة حميدة وغير مرضية، وعادة لا ترتبط بمخاوف صحية خطيرة، وحتى إذا كانت السيدة حاملاً فإنّ قرحة الرحم لا تؤذي الطفل أبداً، وتختفي من تلقاء نفسها بعدالولادة، ولكن لابد من مراجعة الطبيب والحصول على التشخيص المناسب، ومن الجدير بالذكر أنَّها لا تتطلب العلاج بالضرورة إلّا إذا كانت الأعراض مستمرة ومزعجة مثل: الإفرازات المخاطية، أو النزيف، أو الألم أثناء الجماع، أو بعده لمناقشة خيارات العلاج، حيث العلاج سريع وآمن وفعال.
يُعدّ الكيّ الخيار الرئيسي المتاح لعلاج قرحة عنق الرحم، والذي يمكن أن يساعد على منع الإفرازات غير الطبيعية والنزيف، ويتم الإجراء الطبي تحتمخدر موضعيفي عيادة الطبيب حيث تستطيع المرأة المغادرة وممارسة حياتها الطبيعية فور إنهاء الكي، وقد تشعر المرأة بعد الخضوع لإجراء الكي بألم أو انزعاج يشبه أعراضالدورة الشهرية، ولكن فقط لعدة ساعات ثم ينتهي، بالإضافة إلى احتمالية خروج إفرازات مهبلية، وتنقيط دموي لعدة أسابيع، وتجدر الإشارة إلى أنَّه من المهم تجنب ممارسة الجماع أو استخدام السدادات المهبلية القطنية (بالإنجليزية: Tampons) لمدة أربعة أسابيع بعد الكيّ؛ وذلك للوقاية من حدوث العدوى في المنطقة المعالجة، وينبغي القول بأنَّ الكي في معظم الحالات يعالج جميع الأعراض ويُعتبر ناجحاً في حالة عدم التعرض لهم ثانيةً، ولكن في حالة عودة الأعراض يمكن تكرار العلاج مرة أخرى، وفيما يلي نذكر الطرق المتاحة لإجراء عملية الكي:
"