من منّا لا ينتابه الخوف من الموت على الرغم من أنّ الخوف بشكل عام هو أمر فطري ولكن أحياناً قد يتحوّل الخوف إلى مسمّى آخر وهو وسواس الخوف من الموت، فترى صاحبه منشغلاً طوال الوقت بأنّه في أي لحظة قد يموت أو يتعرّض لحدث ما يفقده حياته، حيث إنّ هذه الأفكار المزعجة التي قد تعرّض الشخص فعلاً للموت في أيّ لحظة تعتبر وسواس وهوس الخوف من الموت التي تستدعي للعلاج سريعاً قبل قضائها على حياته.
تعود أسباب هذا المرض إلى أسباب بيولوجية، حيث يمكن اعتبار الوسواس القهري مرضاً عضوياً بتركيبة معقدة، والسبب الرئيسي في حدوث الوسواس هو النقص في مادة السرتونين، والذي يؤدّي بدوره إلى اضطراب في العقل من خلال عدم استجابته للأسئلة المطروحة والاجابة عليها، حيث يجعل العقل في تساؤل دائم عن أسئلة قد تكون سخيفة للشخص الطبيعي.
يحتاج الشخص المصاب بوسواس الخوف من الموت إلى جلسات نفسية وعلاجية لدى الطبيب النفسي، وقد تستغرق هذه الجلسات وقتاً طويلاً حسب طبيعة كل شخص حيث تختلف من شخص إلى آخر من ناحية مدى تطوّر هذا المرض مع الشخص، أو كيفية تعاطيه مع العلاج أي مدى رغبته في الشفاء منه، وبعض الأشخاص قد تحتاج إلى الأدوية والمهدئات ولكن يجب الحذر من بعض الأدوية التي يمكن أن تؤثّر على سير العمل في الأعصاب بطريقة غير آمنة.
لقد أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أن مشاكل الدماغ الكيميائية تساهم في زيادة الاضطرابات التي تؤدّي للقلق والخوف، كما أنّ التغيّرات التي تحدث في أجزاء معينة في الدماغ تتسبّب أيضاً في القلق، كما أنّ الأسباب الوراثية أو بعض الأمراض مثل فقر الدم واضطرابات الغدّة الدرقيّة أو المنبهات مثل مادة الكافيين قد تتسبّب في زيادة القلق، وقد تكون الحوادث أو المواقف المؤلمة والحزينة التي تعرّض لها الإنسان في حياته مثل موت شخص قريب منه أو حدوث كوارث طبيعية سبباً رئيساً ومؤثراً على نفسية الإنسان من خلال زيادة الخوف والقلق لديه، وذلك لما قد يحدث له من تهيئات نفسية تؤدي لتصوارت خيالية وغير واقعية.