معدل ضربات القلب أو معدل دقات القلب أو سرعة القلب أو وتيرة القلب (بالإنجليزيّة: Heart Rate) هو عدد المرات التي تنقبض فيها عضلة القلب خلال الدقيقة الواحدة، وتنبغي الإشارة هنا إلى أن ضربات القلب في الوضع الطبيعي تحدث ضمن نمطٍ إيقاعيٍ منظم بحيث يفصل بينها فاصلٌ زمنيٌ متساوٍ وهو ما يُعرف بنظم القلب (بالإنجليزية: Heart rhythm)، وكلاهما مؤشر مهم يُؤخذ بعين الاعتبار عندما يتعلق الأمر بالحالة الصّحيّة للإنسان، ولفهم ذلك بطريقة أوضح يجدر بيان أنّ القلب عضو عضليٌّ يقع في منتصف الصدر وتتمثل وظيفته في ضخ الدّم الغني بالأكسجين والمواد الغذائيّة إلى أجزاء الجسم المختلفة، واستعادة الدّم المحمّل بالفضلات منها؛ حيث تتناسب كمية الدّم التي يضخها القلبالسّليممع احتياجات الجسم تبعاً للنشاط الذي يؤديه.
يختلف معدل ضربات قلب الإنسان في حالة الراحة عن معدل ضرباتالقلبعند ممارسة نشاط بدني، أو عند التعّرّض للخطر، أو لانفعال عاطفي، فعلى سبيل المثال يُحفّز الشّعور بالخوف أو التفاجؤ إفراز هرمون الأدرينالين الذي يزيد سرعة ضربات القلب لتزويد الجسم بكميةٍ أكبر من الأكسجين والطّاقة اللازمين لمواجهة الخطر أو الهروب منه، وعليه يمكن بيان معدل ضربات القلب كما يأتي.
يُمكن بيان معدل ضربات القلب الطبيعي في وقت الراحة وعدم بذل مجهود حسب العمر على النحو الآتي:
العمر | معدل دقات القلب الطّبيعي خلال دقيقة |
---|---|
من الولادة حتى نهاية الشّهر الأول من العمر | 70 - 190 |
من الشّهر الأول حتى 11 شهر | 80 - 160 |
من عمر سنة إلى سنتين | 80 - 130 |
من عمر 3-4 سنوات | 80 - 120 |
من عمر 5-6 سنوات | 75- 115 |
من عمر 7-9 سنوات | 70 - 110 |
أكثر من 10 سنوات | 60 - 100 |
وفي سياق الحديث عن معدل دقات القلب يجدر الذكر أنّ هناك ما يُعرف بمعدل دقات القلب القصوى (بالإنجليزية: maximum heart rate)، وهو مصطلح يُطلق على معدل نبض القلب في الحالات التي يتطلب فيها الأمر بذل القلب قصارى جهده لتلبية حاجة الجسم من الأكسجين، وإنّ معدل دقات القلب القصوى يلعب دورًا في تحديد قدرة القلب والرئتين على تزويد العضلات بالأكسجين، وكلما كتنت قدرتهما أعلى كانت صحة الشخص أفضل، إذ إنّ ذلك قد يُقلل فرصة التعرض للنوبات القلبية وحتى الوفاة.
على الرغم من تسبب التمارين الرياضية والنشاط البدني عامة بزيادة معدل ضربات القلب عامة، إلا أنّ المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية يُؤدي إلى خفض معدل ضربات القلب على المدى البعيد، وهذا يعني أنّ القلب يحتاج لبذل جهد أقل لتزويد الجسم بحاجته من الأكسجين والعناصر الغذائية، مما يزيد كفاءة الجسم على أداء وظائفه،فوفقاً لجمعية لقلب الأمريكيّة (بالإنجليزيّة: American Heart Association) فقد تبيّن أن التّدريب المتواصل يُحفّز عضلة القلب على العمل بكفاءة أكبر، وبالتالي لن تحتاج عضلة القلب لبذل جهدٍ أكبر للحفاظ على ثبات معدل ضربات القلب؛ فينخفض المعدل ليصل ما بين 40-60 ضربة في الدّقيقة لدى هؤلاء الرياضيين أثناء الراحة والاسترخاء،كذلك تزيدالتّمارينالرّياضّية المكثفة معدل دقات القلب القصوى، وفي هذه الحالة يُنصح الأشخاص الرّياضيون بزيادة شدة التّدريبات بشكلٍ تدريجي؛ بحيث يبدأ الشخص الرياضي ببمارسة التمارين الرياضية ضمن برنامجٍ تدريبيٍ يُحقق 50% من معدل ضربات القلب المستهدف، ثم يزيد كثافة التّمارين تدريجياً حتى يصل إلى 70-80% من معدل ضربات القلب المستهدف، أما إذا كان الفرد الراغب بزيادة معدل دقات القلب القصوى لا يمارس التّمارين الرّياضيّة بانتظام، فيتوجب عليه مراجعة الطّبيب قبل تحديد معدل ضربات القلب المستهدف، خاصةََ إذا كان يتناول أدوية يمكن أن تخفض معدل دقات القلب مثل حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وبشكلٍ عام يُمكن حساب معدل دقات القلب القصوى خلال ممارسة التّمارين الرّياضيّة عن طريق طرح العمر من العدد 220، فعلى سبيل المثال يكون معدل دقات القلب القصوى لشخص يبلغ الأربعين من العمر 175 دقة في الدّقيقة، ولكن يُنصح بعدم محاولة الوصول لهذا المستوى،والاكتفاء بزيادة معدل دقات القلب لتصل إلى حوالي 50-70? من الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب، بحيث يضمن الشخص زيادة لياقته وقوته البدنية بشكلٍ آمن ودون تعريضه للخطر.
حقيقة توجد الكثير من الحالات التي يتغير فيها معدل نبض القلب عن الوضع الطبيعيّ، وقد يكون هذا التغير نتيجة التعرض لعوامل أو ظروف طبيعية، وسيأتي بيانها في أدنى المقال، ولكن في حال استمرار ارتفاع ضربات القلب، أو انخفاضها دون ممارسة الرياضة، أو في حال ظهور أعراض أخرى إلى جانب اضطراب معدل ضربات القلب؛ فعندئذ تجدر مراجعة الطبيب لمعرفة السبب الكامن وراء ذلك، ومن هذه الأعراض التي يجدر عدم تجاهلها: الإغماء والدوخة وضيق التنفس. وفي سياق هذا الحديث يُشار إلى أنّ انخفاض معدل ضربات القلب عن 60 ضربة في الدقيقة قد يُعزى إلى تأخر أو عدم وصول الإشارة الكهربائية التي تُحفز عضلة القلب على الانقباض وضخّ الدم، مما يؤدي إلى اضطراب نظم القلب والذي يُعرفببطءالقلب أو اضطراب النظم البُطئي (بالإنجليزيّة: Bradycardia)، عندئذٍ قد يشعر الفرد بالضّعف والتّعب عند بذل مجهود بسيط مثل صعود الدرج.ومن الأسباب التي قد تكمن وراء المعاناة من بطء معدل ضربات القلب: مشاكل الغدة الدرقية، ومشاكل القلب، وتناول بعض أنواع الادوية.
في المقابل قدتتسارعضربات القلب أثناء الراحة والاسترخاء لتزيد عن 100 ضربة في الدقيقة، وعندئذٍ تُعرف هذه الحالة بتسرع القلب (بالإنجليزيّة: Tachycardia) والتي بدورها تُقلل من كفاءة عملية ضخ الدّم المحمّل بالأكسجين من القلب إلى باقي أجزاء الجسم، ويُقسم تسرع القلب إلى عدة أنواع أكثرها شيوعاً هي: تسرع القلب الأذيني (بالإنجليزيّة: Atrial tachycardia) والذي يحدث في حجرات القلب العلويّة أي الأذينين، وتسرّع القلب البطيني (بالإنجليزيّة: Ventricular tachycardia) والذي يحدث في حجرات القلب السّفليّة أي البطينين، وتوجد عوامل عدّة تؤدي إلى الإصابةبتسرّعوالتي تشمل: بعض الاضطرابات الصّحيّة المتعلقة بالقلب مثل تصلب الشّرايين، أو أمراض صمامات القلب، أو اعتلال عضلة القلب، أو قصور القلب، أو تعرّض القلب العدوى، أو ارتفاع ضغط الدّم وغيرها، وبعض أمراض الرّئة، واضطراب الكهارل (بالإنجليزية: Electrolyte imbalance)، واضطرابات الغدة الدّرقيّة، وإدمان الكحول والمخدرات، والإكثار من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، بالإضافة إلى التوتر والإجهاد العاطفي، ويُمكن أن يسبّب تسرّع القلب ظهور بعض الأعراض والعلامات مثل ضيق التّنفس، والدّوار أو الدّوخة، الشعور بخفقانٍ في الصدر، والشّعور بضعفٍ مفاجئٍ وربما فقدان الوعي.
تؤثر العديد من العوامل في معدل دقات القلب، نذكر منها:
يمكنقياسمعدل دقات القلب عن طريق وضع أطراف الإصبع الثّاني والثّالث (السّبابة والوسطى) على الرّسغ في نهاية قاعدة الإبهام من جهة الكف، أو على جانبي القصبة الهوائيّة أسفل العنق، والضّغط برفق للتمكّن من الشعوربالنّبض، والبدء بعد النّبضات خلال عشر ثوان باستخدام ساعة توقيتٍ زمني، ثم ضرب الرّقم الذي نحصل عليه بالعدد 6 للحصول على معدل دقات القلب خلال دقيقة.
"