موه رأس الجنين

الكاتب: رامي -
موه رأس الجنين
"

موه رأس الجنين.

استسقاء رأس الجنينhydrocephalus تشوه جنيني خلقي يتصف بتراكم كمية كبيرة من السائل الدماغي الشوكي في البطينات الدماغية تفوق الكمية الطبيعية، ينجم عن خلل تشريحي في الفتحات الواصلة بين البطينات، ولم يعرف سبب واضح لحدوث هذا التشوه، ولم تتهم الأدوية المتناولة في أثناء الحمل ولا تعرُّض الحامل للأشعة على أنها عامل مسبب، ويعتقد بوجود عامل وراثي في الآلية الإمراضية يتظاهر بتكرر حدوث هذا التشوه في أكثر من حمل في المرأة نفسها، وغالباً ما ترافقه تشوهات أخرى في الجنين المصاب.

يشاهد هذا التشوه بنسبة حادثة واحدة لكل 2000 جنين، وتؤدي زيادة إفراز السائل الدماغي الشوكي وتجمعه إلى كبر حجم الرأس لدرجة قد يبلغ معها محيطه 70 ـ80 سم ويبلغ حجم السائل 500 ـ2000سم3 أو أكثر، وتعد هذه الحالة من الأسباب المؤدية إلى عسر الولادة بسبب عدم التناسب بين المجيء وأقطار الحوض، كما يصادف المجيء المقعدي في30% من حالات استسقاء الرأس (قانون المطابقة).

التشخيص

غالباً ما يكون سهلاً في أشهر الحمل المتوسطة والأخيرة، وذلك بملاحظة كبر حجم البطن الذي لا يتناسب وسن الحمل الحقيقية، وبالشعور بكتلة الرأس بجس البطن ولاسيما إذا كانت الحامل نحيلة، أما في أثناء المخاض وبعد تمزق جيب المياه واتساع العنق فيشعر بالمس بتوسع الدروز واليوافيخ وتوترها، وبشيوع استعمال الصدى أصبح من الممكن وضع التشخيص باكراً ومنذ الأسبوع العشرين من الحمل، وبمراقبة الصدى يمكن كذلك متابعة تطور الآفة وأثرها في ضغط المادة الدماغية لأن الاستسقاء الشديد يؤدي إلى ضمور المادة الدماغية لدرجة لا تمكن معها الحياة الطبيعية بعد الولادة.

يتعلق إنذار الولادة بكشف هذا التشوه فإن لم يكشف وبدأ المخاض ولم ينتبه لوجوده فقد يؤدي ذلك إلى تمزق الرحم وما يجره من مشكلات.

التدبير

يعتمد التدبير على درجة تطور حجم الرأس مع تقدم الحمل، واقترح بعضهم إنهاء الحمل إذا كان الاستسقاء شديداً، وكانت زيادة حجم السائل الدماغي الشوكي سريعة، ورقة قشر الدماغ شديدة أو غيابها تماماً؛ لأنه لا فائدة من استمرار الحمل وتعريض الحامل للكثير من المضاعفات في الأشهر الأخيرة من الحمل كنوبة ما قبل الإرجاج وانفكاك المشيمة الباكر وارتكاز المشيمة المعيب، ولكن يجب ألا يغرب عن البال أن إنهاء الحمل ولاسيما في الخروسات يحمل أيضاً في طياته بعض الخطورة على الجهاز التناسلي، فضلاً عن أن قانون مزاولة المهنة في بلدنا لا يسمح بإنهاء الحمل أو بالإجهاض المحرض حين وجود جنين مشوه بل يقتصر استطبابه على وجود حالة تهدد صحة الحامل وحياتها.

أما إذا كشف استسقاء الرأس متأخراً في أثناء المخاض ـ وهو أمر نادر الحدوث في هذه الأيام ـ فينصح ببزل السائل الدماغي الشوكي بإبرة توفيهTuffierلإنقاص حجم الرأس للوقاية من عدم التناسب الرأسي الحوضي، وقد يلجأ إلى بزل الرأس بطريق البطن ـ بعد إفراغ المثانة وإدخال الإبرة عبر الجلد والرحم فوق وصل العانة بإصبعين ـ للغاية نفسها وهي تصغير أقطار الرأس والحفاظ على الجنين حياً ما أمكن حين ولادته، ويلجأ بعضهم إلى خزع الرأس بمنفاش الجمجمة وتفريغ السائل الدماغي الشوكي والمادة الدماغية لتسهيل تقدم الجنين في أثناء المخاض. واستبعدت هذه الطريقة في الوقت الحاضر إلا إذا كان الجنين ميتاً.

ويتجه الكثير من المراكز الطبية نحو إجراء القيصرية من دون النظر إلى حجم الرأس وثخانة المادة الدماغية، والغاية من ذلك استخراج جنين حي قد تقدم له الجراحة العصبية بعض الفائدة بإجراء المجازة ولكن أكثر هذه العمليات لا تحقق الفائدة المرجوة منها بسبب إصابة الأجنة بأكثر من تشوه في معظم الحالات.

"
شارك المقالة:
38 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook