اختلاف في استجابة الدماغ للطعم والرضى بعد تناول الطعام عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النهام العصبي (Bulimia Nervosa) مقارنة مع الأشخاص الذين لا يشكون من هذا الاضطراب.
اكتشف الباحثون في كلية الطب/ جامعة كاليفورنيا في سان دييغو وجود اختلاف في استجابة الدماغ والرضى بعد تناول الطعام بين الأشخاص العادين مقارنة مع الذين يعانون من النهام العصبي (واحدة من أشكال اضطراب الأكل والشهية التي تتجلى بفترات من النهم والشراهة ويتلوه محاولات للتخلص من الطعام المتناول عن طريق الإقياء لتفادي زيادة الوزن) وهذا يمكن أن يفتح أبواباً جديدة للعلاج.
الجوع والرضى بعد الشبع هما الآليتان الأساسيتان اللتان تتحكمان بتنظيم تناول الطعام، لكن نتائج الدراسة التي نُشرت في العاشر من تموز/يوليو في مجلة الاضطرابات النفسية أشارت إلى وجود علاقة بين النهام العصبي واختلال في واحدة من هاتين الآليتين أو تداخل بينهما.
&ldquoتشير دراستنا إلى أن الأشخاص الذين يعانون من النهام العصبي قد يكون لديهم زيادة في نشاط جزء الدماغ المرتبط بالرضى استجابة للطعم والتذوق&rdquoبناء على تصريح &ldquoأليس في آلي&rdquo: الدكتور والباحث الأساسي للدراسة في قسم الطب النفسي في كلية الطب/ جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، ويضيف أنّ هذه الاستجابة العصبية المختلفة يمكن أن تفسر ميل هؤلاء الأشخاص للاستمرار بتناول الطعام حتى عندما لا يكونوا جوعى.
قامت الدراسة بمراقبة أجزاء قشرة الدماغ المسؤولة عن تقييم إشارات تذوق الطعم وربطها مع إشارات الجسم كالجوع للوصول لنمط معين من التصرفات. وقد بينت الدراسة أن مناطق الشعور بالرضى بعد الأكل في قشرة الدماغ كانت مختلفة بين مجموعتي الدراسة.
قام فريق البحث بإجراء مقارنة بين 26 شخص لديهم اضطراب النهام العصبي و22 شخص طبيعيّ وذلك لقياس نشاط الدماغ بعد تناول محول الماء والسكروز كل 20 ثانية لمدة 13 دقيقة بعد صيام 16 ساعة وبعد تناول فطور موحد.
بينت النتائج أن الاستجابة للطعم كانت أعلى عند الجوع مقارنة بما يحدث عند الشعور بالإمتلاء عند مجموعة المراقبة، ولكن الاستجابة كانت واحدة سواء عند الجوع أوبعد تناول الطعام والشعور بالشبع عند الأشخاص الذين لديهم اضطراب النهام العصبي.
إن زيادة فعالية قشر الدماغ المسؤول عن الرضى بعد الأكل عند مجموعة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النهام العصبي مقارنة مع مجموعة المراقبة تشير إلى أنّ لديهم انخفاض بالحساسية تجاه تأثيرات استقلاب الطاقة بالإضافة إلى ارتفاع عتبة الوصول لمرحلة الرضى بعد الأكل. بمعنى آخر أن الدماغ يستمر بإعطاء إشارات للاستمرار بالأكل على الرغم من الشبع وهذا ما يسبب فقدان السيطرة على التوقف عن تناول الطعام.
يعاني حوالي 5 ملايين أنثى ومليونا ذكر في أميريكا من اضطراب النهام العصبي. خيارات العلاج حاليا هي العلاجات المعرفية والسلوكية ولكنها فعالة في %30-50% من الحالات فقط.
&ldquoيمكن أن تسهم نتائج دراستنا في تحديد الآليات العصبية وراء هذا الاضطراب مما سيفتح الباب أمام استخدام أدوية جديدة أو غيرها من العلاجات السلوكية التي تركز على الدماغ&rdquo، بين &ldquoألي&rdquo و أضاف أن هذه النتائج واعدة ومبشرة لهؤلاء الذين يعانون من اضطرابات الأكل.
النهام العصبي أوالنهام العُصابي أو &ldquoبوليميا&rdquo أو الشره المرضي العصبي &ldquoBulimia Nervosa&rdquo هو أحد اضطرابات الأكل ويتجلى بنوبات متكررة من الإفراط في الأكل تسمى نوبات الأكل الشره (Binge eating) ويتبعها تصرفات للتخلص من الأكل كالتقيؤ المحرض ذاتياً في 75% من الحالات أو الصوم أو استخدام المسهلات والملينات والحقن الشرجية و الأدوية المدرة للبول، كما أن ممارسة الرياضة بإفراط يعتبر أحد الخيارات التعويضية.
1. النوع التفريغي: بلجأ الشخص لتحريض الإقياء في أكثر الحالات، بالإضافة لاستعمال الملينات والمسهلات والمدرات البولية والحقن الشرجية لإزالة الطعام من الجسم بسرعة قبل هضمه.
2. النوع غير التفريغي ويلاحظ لدى 6%- 8% من الحالات ويشمل سلوكيات تعويضية غير تفريغية كالرياضة المفرطة أو الصوم بعد نوبة الأكل الشره (binge eating) وذلك للتخلص من السعرات الحرارية المتناولة.
3. النوع المختلط: يلجأ الأشخاص لتفريغ الجهاز الهضمي من الطعام سواء بالإقياء أو الإجراءات الأخرى وبنفس الوقت يلجؤون للرياضة والصوم أيضا كخيار ثانوي سعيا منهم للتحكم بالوزن.
غالبا ما تبدأ أعراض اضطراب النهام العصبي في فترة المراهقة بعمر بين 13 و 20 سنة. يصعب اكتشاف هذا الاضطراب مقارنة بمرض &ldquoالقهم العصبي- Anorexia Nervosa&rdquo لأن مظهر المصابين بالنهام العصبي صحي و أوزانهم أقرب للطبيعي ولكن المصابون بالقهم العصبي غالبا ما يكون لديهم نحافة مفرطة.
من أهم أعراض النهام العصبي نوبات من الأكل الشره لكمية كبيرة من الطعام خلال مدة قصيرة مع افتقار القدرة على السيطرة على النفس أثناء الأكل، أي عدم القدرة على التوقف عن الأكل أو التحكم بنوع وكمية الأكل المتناول.
تترافق نوبات الأكل الشره مع تصرفات غير طبيعية متكررة لتجنب زيادة الوزن مثل : التقيؤ المحرض ذاتيا وإساءة استعمال المسهلات والملينات والأدوية المدرة للبول أو أدوية أخرى, بالإضافة للصوم الرياضة المفرطة المجهدة.
وجود تقرحات على اليد والأصابع نتيجة احتكاكها بالأسنان، كذلك تقرحات في الغشاء المخاطي للفم وتآكل ميناء الأسنان.
يتميز هذا الاضطراب بدورات متكررة من الأكل السريع والخارج من السيطرة والذي يمكن يتوقف فقط عند وجود شخص شخص آخر أو بسبب ألم المعدة الناتج عن الأكل المفرط، ثم يتبعه التقيؤ المحرض ذاتيا أو غيره من وسائل التفريغ. يمكن لهذه الدورات أن تتكرر عدة مرات في الأسبوع أوحتى خلال اليوم الواحد مما يسبب الاختلاطات التالية:
أرقام وإحصاءات