نظرًا لأنّ موقع الأنف في منتصف الوجه وما يحتويه على كميات وفيرة من الأوعية الدموية في بطانة الأنف والتي تقع بالقرب من السطح إضافة إلى أنّ بطانة الأنف تُعدّ طبقة رقيقة جدًّا فإنّ ذلك قد يجعل أقل ضربة أو إصابة سببًا لحدوث نزيف الأنف،واعتمادًا على موقع حصول النزيف فإنّه يتم تصنيف نزيف الأنف إلى نزيف أنف أمامي ونزيف خلفي، حيث تختلف هذه الأنواع -والتي سيتم بيانها لاحقًا بشيء من التفصيل- باختلاف الأسباب المؤدية إلى حدوثها، إلّا أنّه يجدر بالذكر أنّ أغلب حالات نزيف الأنف تعد مجهولة السبب، كما أنّها تحصل بشكل غير متوقع وتلقائي.
يعد نزيف الأنف الأمامي من أكثر أسباب نزيف الأنف شيوعًا، خاصة لدىالأطفال، وفي غالب الأمر لا يُعد هذا النزيف خطِرًا، إذ لا يتطلب عناية طبية في العادة ويمكن علاجه في المنزل مالم يستمر النزيف لمدة طويلة دون التمكن من السيطرة عليه أو في حال حدوثه لدى الرضع والأطفال الصغار، إذ هنا لابد من طلب استشارة طبية، وتجدر الإشارة إلى أنّ الجزء الأمامي للأنف وبالأخص الجهة السفلى من الجدار الأنفي المعروف بالحاجز (بالإنجليزية: Septum) يُعد الأساس ونقطة البدء لنزيف الأنف الأمامي، حيث يوجد هناك العديد من الأوعية والشعيرات الدموية الدقيقة التي يمكن أن تتلف بسهولة،ويُعرف هذا الجزء من الأنف بضَفيرة كِيسِلباخ (بالإنجليزية: Kiesselbach's plexus) أو منطقة ليتل (بالإنجليزية: Little's area)، وفي الحقيقة فإنّ نزيف الأنف الأمامي قد يحصل دون التمكن من معرفة السبب الرئيس وراء حصوله في العديد من المرات، ومن جهة أخرى قد يرجع السبب وراء الإصابة بنزيف الأنف الأمامي لعدة أسباب أهمها:
ينجم نزيف الأنف الخلفي عن تعرض أفرع الشريان المغذي للأنف للإصابة والضرر، حيث يؤدي ذلك إلى جعل الدم أكثر كثافة بالمقارنة مع نزيف الأنف الأمامي، وعادة ما يتدفق دم نزيف الأنف الخلفي باتجاه الحلق، وغالبًا ما يُستدل على هذا النوع من نزيف الأنف في حال استمر النزيف من الأنف لمدة تزيد عن 20 دقيقة أو في حال بدء النزيف بعد تعرض الرأس أو الوجه للإصابة أو الضرب، وهنا ينبغي طلب الرعاية الطبية فقد يكون الأنف مكسورًا، وفي الحقيقة إنّ نزيف الأنف الخلفي يظهر بشكل شائع أكثر لدى كبار السن ومرضى ارتفاع ضغط الدم مما يتطلب عناية طبية في العادة،ومن المهم الإشارة هنا أنّ ارتفاع ضغط الدم بحد ذاته لا يُسبب نزيف الأنف الخلفي بل يزيد من مدة جريان الدم ونزيفه في حال ابتدأ النزيف لأي سبب من الأسباب،كما أنّه من المهم تلقي المساعدة الطبية في حال الشك بنزيف الأنف الخلفي، أمّا فيما يتعلق بالأسباب الأخرى لنزيف الأنف الخلفي فهي كما يأتي:
أمّا فيما يتعلق بالأسباب الأقل شيوعًا لنزيف الأنف فيُمكن إجمالها في النقاط الآتية:
يُعد نزيف الأنف أمرًا شائعًا بين الناس فقد يحصل بين الحين والآخر، ويمكن أن يعاني منه جميع الأفراد إلّا أنّ هناك بعضهم يكونون أكثر عرضة للإصابة به وهم:
توجد العديد من النصائح التي يمكن اتباعها للوقاية من نزيف الأنف المفاجىء، فيما يأتي مجموعة منها:
"