عرفت مدينة ديار في العصور القديمة بإسم “عميدة”، وهي إحدى المدن التركية الشهيرة، وترجع شهرتها إلى أنها تمتد عبر هضبة بازلتية بالقرب من ضفاف نهر دجلة، وهي محاطة بسور ثلاثي الأضلاع من البازلت الأسود يطوق المدينة القديمة بالكامل ويضفي عليها منظر مظلم إلى حد ما.
يبلغ طول السور حوالي 6 كم وهو مزود بتعزيزات أمنية تشمل 16 برج و خمسة بوابات، وجدرانه مزينة بالنقوش والرسوم البارزة التي تمثل مزيج من حضارات مختلفة، وهو يعتبر نموذج رائع على الهندسة العسكرية في العصور الوسطى، كما يعتبر رمز بارز يميز مدينة ديار بكر محلياً وعالمياً.
يتسم المناخ بها بأنه حار وجاف جداً في فصل الصيف؛ بسبب موقعها الجغرافي بين نهرين مما يجعلها معرضة لرياح ساخنة قادمة من صحاري سوريا والعراق، وسجلت أعلى درجة حرارة صيفاً 46.2ْ مئوية في يوليو 1937، بشكل عام فإن المناخ العام لها مشابه إلى حد ما مناخ دول البحر الأبيض المتوسط.
يوجد بها العديد من المدارس رفيعة المستوى ودور التعليم المميزة، وخاصة جامعة دجلة، وهي جامعة حكومية تقع على الجانب الشرقي من نهر دجلة، وهي واحدة من أقدم وأكبر مؤسسات التعليم العالي بتركيا، وهي مبنية على مساحة 27 ألف فدان، واشتقت اسمها من نهر دجلة الذي يفصل بين الجامعة والمدينة، وهي تحتوي على العديد من الكليات والمراكز البحثية داخل حرمها.
يمتد تاريخها عبر شوط زمني طويل بداية منذ أن حكمها “حوري ميتهاني” و الآشوريين، وظلت المنطقة الواقعة جنوبها وغربها تحت سيطرة مملكة كردية تسمى كورودوين.
فيما بعد استعمرها الرومان وأطلقوا عليها اسم “أميدا”، وخلال فترة حكمهم بدأ بناء أول أسوار المدينة عام 297م، ثم بدأ بناء الجزء الأكبر منه بأمر من الإمبراطور الروماني قسطنطينوس الثاني، ومن بعد الرومان حكمها الفرس ومن بعدهم العرب المسلمون، وقام زعيم قبيلة “بكر” العربية بتسميتها على اسم القبيلة “ديار بكر” أي بلاد العرب، واستمر معها هذا الاسم حتى جاء العصر الجمهوري.
بعد بضع قرون حكمها العثمانيون وأصبحت المدينة قاعدة عسكرية للجيش الذي كان يحرس المنطقة ضد الغزو الفارسي، وواجهت العديد من الاضطرابات والنزاعات خاصة مع بداية الحرب العالمية الأولى، إلا أن المدينة أحوالها مستقرة جداً الآن.
لم تفقد المدينة طابعها التاريخي الرائع، بل ظلت محافظة عليه ولكن مع لمسة حديثة قليلاً، فلقد تحولت بعض المنازل التقليدية إلى مقاهي ومطاعم مفتوحة، وتم ترميم كنيسة سانت چورچ في عام 2011 والتي أصابتها قذيفة من تسعينات القرن الماضي، تم إزالة المساكن العشوائية التي كانت مبنية على الجدران القديمة للسور العتيق.
يوجد بها الآن 15 مكان تم تصنيفهم كجزء من التراث العالمي من قبل اليونسكو، وهي مشهورة جداً بسورها الذي يعتبر ثاني أكبر سور في العالم بعد سور الصين العظيم، كما تشتهر أيضاً بفاكهة البطيخ اللذيذة.
كما تمتلئ ديار بكر بالعديد من المناطق السياحية مثل: