الخليج الذي كانت تنبعث منه روائح كريهة لفترة من الزمن، وتسبح على وجهه القاذورات، وبسبب رائحته كان الناس يمرون من جانبه وهم يمسكون أنوفهم، والذي بيعت الأراضي التي حوله بمبالغ زهيدة بعد أن أغلقت أبوابها ونوافذها بسبب القمامة المتراكمة، وأصبحت الأراضي المحيطه به غير صالح للزراعة.. صار الآن قطعة ثمينة أغلى من الذهب بفضل أعمال التنظيف والصيانة التي تم عملها، وأصبحت عيون المستثمرين تتوق إليه، والناس يقضون أجمل الأوقات في المساحات الخضراء التي تحيط به من كل جانب. لقد تحوّل إلى مساحة لاصطياد الأسماك والسباحة والتنزّه والجمال، وعاد إلى مكانته التاريخية الرفيعة. وعاد القرن الذهبي إلى المكان الذي يجب أن يكون فيه.

تنظيف الخليج

هناك الكثير من المدن التي لم تحظ بما حظيت به إسطنبول من خصائص وسمات طبيعية. منها الخليج الذي هو امتداد طبيعي رائع للمضيق والذي كان رمزا لإسطنبول لعدة قرون مضت، والذي كان ضحية لبعض الإجراءات الخاطئة في السنوات الأخيرة.

الخطط الخاطئة التي وُضعت قبل سنوات تسبّبت في تحويل الخليج الذي يعتبر لؤلؤة إسطنبول التي لا مثيل لها إلى مركز صناعي. هذا الوضع أدى إلى تلوث الخليج بسبب المخلفات الصناعية التي ترسّبت طيلة سنين في قاعه. ورغم نقل مركز المنطقة الصناعية إلى مكان آخر إلا أنه لم يكن كافيا لإنقاذ الخليج. لأن الخليج ممتلئ بالمخلفات والرواسب. وهكذا بدأ الخليج يؤثر سلبيا على إسطنبول وساكنيها. بقي الخليج سنينا يهدد الصحة والبيئة. لم تتم أية أعمال لإعادة تأهيل الخليج، وكل ما تم القيام به يقتصر على محيطه فقط.