مع المعروف أنّ الدم في جسم الإنسان يقوم بأهم الوظائف التي بدونها يتوقف عمل أجهزة الجسم ويموت الإنسان، فالدم هي إحدى السوائل التي يحتويها جسم الإنسان وهي الأكبر من بينها، فهو منتشر في كافة الجسم من أسف القدم إلى أعلى منطقة في الرأس، وهو المسؤول عن نقل الأغذية والاكسجين التي تحتاجها الخلايا لكي تقوم بعملها، ولكن لم يسلم الدم من الكثير من الأمراض، أحدها تجلّط الدم، وهذه عملية معقّدة تحدث للدم عن طريق تكوّن جلطات الدم وهي تجمّعات دمويّة متماسكة تحدّ من سير الدم في الجسم بالشكل الطبيعي، ويؤدّي ذلك إلى زيادة النزيف الدموي أو الجلطة الإنسدادية.
تكون عملية تجلّط الدم بعد إصابة الوعاء الدموي ممّا يؤدّي إلى تلف طبقة الإندوثيليوم وهو الغشاء المبطن لجدار الوعاء الدموي، ومع وجود بعض البروتينات يحدث تغير في الصفائح الدموية، والفيبرينوجين وهو أحد عوامل تجلّط الدم، وتقوم الصفائح الدموية بتكوين سدّادة صفيحيّة على منطقة الإصابة بالوعاء الدموي وهذا ما يطلق عليه الإرقاء الأولى وبعدها مباشرة يحدث الإرقاء الثانوي وهو استجابة البروتينات المتواجدة في بلازما الدم وتفاعلها في صورة شلال معقد لتشكل خيوط الفبرين والتي تعمل على تقوية السدّادة التي كوّنتها الصفائح الدموية.
يوجد الكثير من الأسباب التي تعمل على تجلّط الدم، فمنها أن يكون الدم مفتقداً للكثير من المكونات الأساسية، وجود ترسبات في الشرايين مما تعيق عملية سريان الدم وهو ما يسمى بتصلب الشرايين، العوامل الوراثية أيضاً تلعب دوراً هاماً في تجلّط الدم، السمنة وفقر الدم المنجلي يسببان تجلّط الدم لذلك يتضح هنا أن الجسم المناسب يكون أقل عرضة لجلطات الدم، التدخين أيضاً يسبب تجلّط الدم، أمراض الكبد، أمراض القلب والأوعية الدموية والسن المتقدم يسببان تجلّط الدم بسبب وجود ضعف في عمل أجهزة الجسم، انسداد الشريان التاجي يسبب انسداد شرايين الدم مما يؤدي إلى تجلّط الدم. وفق ما جاء من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن ّما يقارب 350.000-600.000 شخص في أمريكا وحدها يعانون من تجلّط الدم إما في الساقين أو الرئتين في كل عام، ويموت مئات الآلاف من الناس بسبب تجلّط الدم.
من يصيبه تجلّط في الدم تظهر عليه الأعراض معيّنة، ويمكن لأي شخص ليس لديه خبرة أن يعرف تجلّط الدم من ظهور بعض الأعراض مثل: ألم شديد في مكان تشكل الدم المتجلّط، ووجود تورم واضح بلون أزرق داكن في مكان التجلّط، وفي حالة الانسداد الرئوي تحدث صعوبة في التنفس مع ألم وعدم راحة في الصدر.
أفضل طرق لعلاج تجلّط الدم هي بالأعشاب حيث أثبتت جدوتها وفعاليتها في حالات تجلّط الدم، ومن المهم اتّباع الطرق التي تعمل على الوقاية من الجلطات وهذا هو المهم، ومن هذه الطرق:
"