قصة النجاح التركية في المجالات الطبية.

الكاتب: باسكال خوري -
قصة النجاح التركية في المجالات الطبية

قصة النجاح التركية في المجالات الطبية.

 
 
 
 
 
 
 
 
تعود الشعب العربي في عقد الثمانينيات والتسعينيات وحتى مع بداية الألفية الثانية عند وجود مريض لديهم بأحد الأمراض المستعصية التي لا ينفع معها البقاء في بلدهم فإنهم أول ما يفكرون في الذهاب إلى أوروبا (كأن تكون بريطانيا أو ألمانيا) لغرض العلاج، أو الذهاب إلى أمركيا، لمعرفة جميع العالم عن المدى المتطور التي وصلته تلك الدول في المجالات الطبية، لكن الصعوبة كانت تتمثل في عدة عوامل أهمها (إجراءات إصدار الفيزا، الكلفة العالية جداً لغرض السفر أو العلاج، الكلفة العالية جداً لإقامة الفنادق أو لاستئجار منزل ما خلال فترة العلاج)، لكن بعد عام 2010 بدأنا نسمع بتركيا، وعن الأشواط الكبيرة التي قطعتها في المجالات الطبية وعن النجاحات التي تم تحقيقها من خلال المرضى العائدين منها، ويبدو إن بوصلة السياحة الطبية بدأت بالتغير وخصوصاً خلال الست سنوات الأخيرة. لكن الزائر إلى تركيا اليوم سوف يندهش لمدى التطور العلمي والصناعي في هذا المجال الحيوي جداً والمهم.
 
فقد كشفت غرفة تجارة أنقرة، في تقرير في آخر تقاريرها، عن القفزة الكبيرة التي شهدتها تركيا في مجال السياحة الطبية خلال السنوات الأخيرة.
 
وأشارت في التقرير إلى أن غالبية المرضى الأجانب، يأتون إلى تركيا لتلقي العلاج في أمراض العين، والعظام، وقسم الأمراض الداخلية.
 
 
 
 
 
 
 
وأفادت غرفة التجارة أنهم يهدفون لتصدر المراكز الأولى عالميًا في مجال السياحة الطبية، من خلال الخبرة العالية للأطباء الأتراك، والأسعار المناسبة، فضلًا عن الإمتيازات التي يقدمها القطاع الصحي.
 
وأوضحت اللجنة الطبية الخاصة في غرفة التجارة، في تقريرها أن شعوب كل من أندونيسيا، وروسيا، والمكسيك، وبولندا، تفضل تلقي العلاج بسعر أرخص خارج بلدانهم، مقارنة بشعوب الدول الأخرى.
 
وكانت حملة الإمتيازات في قطاع السياحة الطبية قد بدأت في تركيا خلال أعوام 2011-2012، مفيدةً أن 261 ألفًا و999 مريضًا أجنبيًا تلقوا العلاج في مختلف العيادات الطبية عام 2012، 65% منهم في مشافي أمراض العظام.
 
ولفتت أن ليبيا تصدرت المركز الأول بين الدول في تلقي مواطنيها العلاج من أمراض العظام، في تركيا، تبعتها ألمانيا، والعراق وأذربيجان.
 
من جانبها قالت وزارة التنمية التركية، إنها “تهدف تحقيق إيرادات تصل إلى 750 مليون دولار أمريكي، باستقبالها 150 ألف مريض أجنبي مُسن، بحلول 2018″، وإيرادات تصل إلى 3 مليارت دولار في مجال سياحة الينابيع الحارة من خلال استقطاب مليون ونصف سائح أجنبي”.
 
 
 
 
 
التقدم في مجال الصناعة الطبية
 
وفي المجال الطبي أيضاً وعلى الصعيد الصناعي تحديداً فإن الصناعات التركية تتقدم بخطى واثقة كإنتاج الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى، وفي آخر تطور صناعي تمكّن صناعيٌّ تركي في ولاية دنيزلي (غرب) بالتعاون مع كلية هندسة النسيج بجامعة باموق قلعة، من صناعة ملاءات (شراشف) فريدة من نوعها ، تقي من حدوث تقرحات جلدية عند المرضى الملازمين للفراش لفترات طويلة.
 
وتحدث الصناعي التركي “عيسى دال” عن قصة صناعته للملاءات، فقال إنها بدأت عام 2011، عندما جذبه في أحد المعارض التي زارها، نوع من أنواع الألياف الصناعية، فقام بتحليلها ودراستها، وبدأ بعدها بالمرحلة الثانية وهي التعاون مع كلية هندسة النسيج بجامعة باموق قلعة، من أجل صناعة ملاءات طبية تقي من القروح الجلدية التي تحدث نتيجة لزوم المريض للفراش لفترة طويلة.
 
 
 
 
 
 
 
وتمكن دال، بعد دعم الهيئة التركية للأبحاث العلمية والتقنية (توبيتاك) من صناعة المنتج الجديد، لتبدأ بعدها مرحلة التجريب التي انتهت بنجاح بعد ثلاثة سنوات من تجريبها في المستشفيات والفنادق والمنازل، لتحصل على ثقة مستخدميها ورضاهم.
 
وبعد مضي فترة الاختبار، أكد الصناعي التركي أنهم بدأوا على الفور بصناعة المنتج الجديد، بكميات كبيرة، بعد كمية الطلبات التي انهالت لشراء المنتج الجديد من الدول الأجنبية.
 
وبين دال أنهم وقعوا عقودا لبيع الملاءات الطبية، مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وسويسرا والنمسا وهولندا وفرنسا وكافة الدول الإسكندنافية وروسيا وإسرائيل والصين.
 
ولفت أنَّ المنتج الجديد حاز على جائزة من مجلس المصدرين الأتراك، بمسابقة “أبطال التصدير غير المعروفين” في مجال التعاون الصناعي-الجامعي.
 
شارك المقالة:
100 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook