كابالي كارسي أو البازار المغطى أو البازار الكبير هو واحد من أكثر المعالم السياحية إثارة للاهتمام في اسطنبول، إذ تطورت هذه المتاهة من الشوارع المتعرجة المسقوفة على مدى فترة 250 سنة لتبدو الآن كما هي في أبهى صورة كأحد أهم الأسواق في تركيا.
وقد بدأ بناء البازار الكبير بتكليف من محمد الثاني في عام 1461 لتوفير الموارد المالية لآيا صوفيا، وقد كان في البداية عبارة عن هيكل خشبي فقط، ثم لحق ذلك استخدام الطوب والحجارة في البناء.
وقد عانى مركز التسوق القديم من أضرار جسيمة من الزلازل والحرائق على مدى ثلاثة قرون، فقد أعقبت الحرائق في 1701 و 1750 زلزال 1766، ومزيد من الحرائق في 1791 و 1826. ثم جاء الزلزال الكبير في عام 1894، ومؤخرا حريق عام 1954، وبعد ذلك استمرت أعمال الترميم لمدة خمس سنوات.
ويغطي البازار مساحة 30.7 هكتار (75.8 فدانا)، ويتألف من أكثر آلاف المتاجر، ناهيك عن أربعة نوافير ومسجدين والعديد من المقاهي والمطاعم. ويعمل حوالي 25،000 شخص في البازار بشكل دائم، كما أن هناك عددا غير محدد من الباعة المتجولين يقومون ببيع منتجاتهم هنا.
على مر القرون زار المسافرين إلى اسطنبول البازار الكبير، واعتبروه مدينة مصغرة داخل المدينة، هذا فضلا عن اعتباره وجهة تسوق مذهلة مع العديد من المنتجات والحرف اليدوية الرائعة، بما في ذلك النحاس، والهدايا المرصعة، والرموز، وعصي المشي والساعات، الشمعدانات ، والعملات القديمة، والفضة والذهب والمجوهرات، إلى جانب مجموعة مع المرجان والفيروز.
وكان قديما كل شارع مكرس لمهنة، وعلى الرغم من اختفاء معظم هذه المهن اليوم، لكن ذكرياتها لازالت تعيش من خلال أسماء الشوارع.
ويقدم البازار مجموعة من السلع الزخرفية والسلع الفاخرة، كما ستجد الكثير من الهدايا التذكارية السياحية والمجوهرات ومجموعات الشاي والأدوات المعدنية والنرجيلة والسلع الجلدية والسيراميك المزخرف بشكل رائع، فضلا عن المنسوجات وهناك، بالطبع، الكثير من السجاد التركي. وهناك مناطق متميزة داخل البازار، بعضها متخصص في الملابس والبعض الآخر بالسجاد وبعضها يبيع المجوهرات.
ولكن لابد أن تعلم أن شراء السجاد يمكن أن يكون من التجارب الصعبة إلى حد ما في البازار الكبير، حيث تختلف الأسعار حسب نوع الخيط (الحرير والقطن والصوف)، وكذلك الخياطة، والحجم. ومعظم الباعة سوف يؤكدون ان سجادهم على أعلى مستويات الجودة، ولكنك كمشتري مبتدئ لن تتمكن من التأكد من صدق الحديث، لذلك كن حذرا ولا تصدق كل ما يقال لك، وإن لم تعجبك السلعة بشكل عام في البازار حتى وإن كانت سجاد أو غير ذلك، ليس هناك ما يدفعك لشرائها، مع العلم أن دخولك المحل وقبول الشاي لا يلزمك أيضا بالشراء.
ومن الواجب أن تعرف أيضا أن المساومة جزء متوقع في عملية الشراء في البازار الكبير، فلا تأخذ السعر الأول ككلمة أخيرة، وحاول أن تقلل من السعر المعروض عليك من البائع بالقدر المعقول، وإن لم يقبل به يمكنك تفقد متجر أخر، فقد تحصل على ما تريد بالسعر الذي ترغب به، مع العلم أنه لا توجد هناك قاعدة ذهبية في المساومة، ولكن في بعض الحالات، يمكنك خفض السعر إلى ما يقرب من 35٪، وفي حالات أخرى يمكن أن تحصل على السلعة بأقل من 50٪ من السعر الذي عرضه البائع عليك في البداية. تذكر دوما لا تبدي الاهتمام الكامل بالمنتج ولا تتمسك به، فهذا الأمر يساعد في خفض ثمنه.
للحصول على تجربة حمام تركي في المنزل، توجه إلى متجر عبد الله ناتشورال برودوكتس ، الذي يبيع صابون طبيعي معطر جميل، ومناشف من القطن 100٪، وشالات منسوجة يدويا، واكسسوارات حمام تقليدية. عليك أن تعرف أنك في المكان المناسب.
يقع متجر سوفا آرت أند أنتيكي بالقرب من مدخل البازار في شارع نوروسماني، ويعد على الأرجح أحد أفضل المتاجر الأثرية في المدينة، فهنا ستجد كل شيء من المطبوعات إلى الخرائط، والسيراميك إلى السجاد العتيق، فضلا عن الفضة ولوحات الفن التركي المعاصر.
يتم إغلاق البازار الكبير في اسطنبول يوم الأحد ولكنه يعمل على مدار الأسبوع من الاثنين إلى السبت من الساعة 9 صباحا وحتى 7 مساء، يجب عليك أيضا التحقق من ساعات العمل خلال الأجازات الرسمية قبل التخطيط للزيارة.
يقع البازار في منطقة بيازيت في اسطنبول (بالقرب من السلطان أحمد) لذلك اطلب من الفندق الخاص بك المعلومات عن الحافلات التي تمر في هذا الاتجاه، وإذا كنت تقيم في مناطق السلطان أحمد أو بيوغلو أو فاتح أو إمينونو أو تقسيم، فلا تقلق سيمكنك الوصول إلى البازار في غضون دقائق معدودة سيرا على الأقدام.
لقرون كان البازار الكبير أهم مركز للتجارة والحرف اليدوية والتمويل في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى، واليوم، قد يشير كثيرون إلى المكان كمصيدة سياحية، ولكن هذا تشويه للحقيقة. فبالتأكيد، من دون إعداد مناسب لزيارة البازار الكبير ، قد تكون فريسة سهلة لأصحاب المحلات المخضرمين. ولكن إذا كنت تعرف كيفية المساومة مثل السكان المحليين، يمكنك شراء مجموعة لا تقارن من السلع الجلدية الأصيلة والسجاد والذهب والفضة أو الهدايا التذكارية بأسعار رائعة تماما كما يفعل السكان المحليين.
ولا يفوتك في البازار الكبير تجربة تناول الطعام بأحد المطاعم العديدة المنتشرة بين شوارعه الرائعة، خاصة الكباب والمشاوي والبوريك، لتحظى بتجربة متكاملة من السعادة في هذا المكان الممتع الذي يمثل جزء أصيل من الثقافة والتراث التركي.