تمتاز تركيا بتمسكها ببعض العادات والتقاليد المرتبطة بالزواج ، ولا تسمح بالإخلال بها لأى سبب من الأسباب ، وعليك الإلتزام بالطقوس الخاصة بالزواج التركى ، وتتعدد أنواع وأشكال الزواج فى تركيا ونتعرض لها بالتفصيل فيما يلى.
تختلف عادات وتقاليد الزواج فى تركيا عن غيرها من الدول ، فهناك تجد الأفراح تدوم لفترة لا تقل عن 40 يوما ، ويتم الإستعداد للفرح قبلها بفترة كبيرة ، فالأفراح فى تركيا تتسم بكونها متكلفة وبعيدة كل البعد عن عامل”البساطة” كما هو الحال فى معظم البلدان العربية.
وتختلف الأفراح من منطقة لأخرى فى تركيا ، فمثلا فى “الأناضول” تمتد الأفراح لفترة ثلاثة أيام فقط ، وقديما كانت تمتد للأربعين يوما .
يمر الزواج فى تركيا بعدة مراحل ، وتعد هذه المراحل واحدة من أهم عادات وتقاليد الزواج فى تركيا ولا يمكن الإخلال بها ، فلابد من أن تأتى البداية من “العريس” حيث يذهب بصحبة أسرته لطلب العروس من أهلها ، وعليه أن يحضر معه الشيوخ والشخص الأكبر سنا فى عائلته ، وغالبا ما يذهب لخطبة العروس يومى الخميس والأحد ، وهم يعبران عن الحظ الجيد كما يظن أهالى تركيا.
وفى تركيا لا يتكلف العريس سوى “طقما من الذهب ” وهو ليس مكلف بدفع أى مصاريف إضافية ، كباقى الدول العربية ،فتركيا لا تعرف ما يسمى بـ “المهر” ، ويكتفون بتقديم “الشبكة” للعروس ، ويتم إرتدائها يوم الزفاف .
غالبا ما تشترط العروس فى تركيا ، على العريس بحفظ سورة من القرآن الكريم ، وتعتبرها مهرا لها ، فهناك لا يعترفون بالمهر المادى والذى يتمثل فى دفع مبلغ من المال ، بل يكون المهر عبارة عن رحلة “عمرة” أو “الحج” أو كما سبق وذكرنا حفظ سورة من القرآن الكريم .
من المتعارف عليه من عادات وتقاليد الزواج فى تركيا ، أن تضيف العروس مزيد من الملح لقهوة العريس ، وعليه أن يتحمل مذاقها ويشربها بالكامل ، وهذا يعتبر تعبيرا عن مدى حبه وتقديره لعروسته .
وعقب تناول القهوة بالملح ، والتى تعبر عن إستعداد العريس لتحمل كل ما يصدر عن عروسته المستقبلية ، يقوم العريس بتقديم “هدية” بسيطة للعروس مثل الورود ، ويتم إحضار خاتم بسيط لغرض الخطوبة ، وغالبا ما يتم شراء الدبلتين بنفس الشكل مع إختلاف النوع فالرجال يرتدون الفضة ، بينما النساء تفضل إرتداء الذهب .
تتسم الخطوبة بالهدوء وعدم التكلف فى المصاريف ، فيتم الإكتفاء بإحضار خاتم بسيط للعروس وخاتم آخر للعريس ويتم الربط بينهم بالأشرطة الحمراء ، وتقوم والدة العروسة بفك هذا الرباط ، وهو تعبير عن إنتقالها لحياة جديدة بعيدا عن منزل والدها.
والحنة عند الأتراك هى اليوم الذى يسبق الزفاف مباشرة ، وقد تستمر فترة الإحتفالات طوال أربعين يوما ، ولكن يحتل يوم الحنة أهمية ومكانة خاصة لدى الشعب التركى ، ومن خلاله يتم الإحتفال بالعروسة وترديد الأغانى التى تودعها عند فراق منزل والدها ، ويتم توزيع كميات كبيرة من “الحناء” على الحضور وخاصة الأهل والأصدقاء ، ويهتمون بتزيين العروس بالحنة الحمراء ، وتحرص العروس على إرتداء الفستان الأحمر الذى يعبر عن مدى فرحتها وسعادتها بيوم الحنة .
ويحضر العريس فى ليلة الحنة ، ويقوم بالإحتفال مع عروسته ويزيل عنها “الوشاح الأحمر” ، واللون الرسمى لليلة الحناء هو اللون الأحمر ، ويستمر الإحتفال لوقت متأخر من الليل ويأتى العريس فى نهاية اليوم ليشارك عروسته الفرحة .
يحتل هذا اليوم إهتماما كبيرا من الجميع ، الأهل والأقارب والأًصدقاء وجميعهم يستعدون لهذا اليوم من قبله بفترة طويلة ، ويبدأ الإحتفال من الصباح الباكر ، ويذهب العريس لجلب العروس من منزل والدها ، ولا يخلو رداء العروس من الأربطة الحمراء ، ويتزين العريس ويأخذ حمامه التركى ، ونفس الحال بالنسبة للعروسة .
ومن أشهر عادات وتقاليد الزواج فى تركيا ، قيام العروس بالنظر فى المرآه قبل الخروج من منزل والدها ، وهذا يعبر عن أن الطريق ممهد لها ، وأن حياتها الزوجية ستدوم طويلا ، وبالطبع يتم توزيع الحلوى على الضيوف .
تختلف أنواع وأشكال الزواج فى تركيا ، وفقا لإختلاف المنطقة ، وثقافة الأهالى ودرجة التعليم تحدد نوع وشكل الزواج ، فمثلا فى المناطق الأقل تعليما ، تكثر حالات الزواج التقليدى ، ويعتمد هذا النوع على ما يسمى بـ “الخاطبة” ، وهى إمرأة تقوم بجلب العروس لمن يريد الزواج ، وغالبا ما تلعب الأم هذا الدور الكبير ، فتهتم بإختيار أفضل فتيات المنطقة لإبنها.
ومما لا شك فيه ، أن عادات وتقاليد الشمال تختلف عن الجنوب ، وهناك من يفضل إقامة حفل الزفاف خلال فترة النهار ، وهو ما يسمى بالزواج الحديث ، بينما يصر البعض على إقامتة خلال فترة الليل ، ويتم تزيين العروسين بالأشرطة الحمراء التى تجلب لهم حظا وفيرا كما يظنون ، ويتلقى العروسين ما يسمى بـ “النقطة” من الأهل والٌأقارب والأصدقاء .
وفى حال إرتفاع مستوى التعليم ، يختفى دور “الخاطبة” ويكون العروسين هم أصحاب القرار ، ولا يتدخل الأهل فى ذلك ، ولا يفرضون على العريس فتاة بعينها ، كما هو الحال فى الزواج التقليدى حيث يكون الرأى الأول للأم والأب ، ولكن فى الزواج الحديث يكون القرار بيد العروسين وهم من يحددان موعد الزفاف .
وهو واحدا من أشهر عادات وتقاليد الزواج فى تركيا ، حيث تكثر حالات الزواج من الأقارب فى تركيا ، وغالبا ما يتم خطبة الفتاة لإبن عمها منذ لحظة الولادة ، والأهل هم أصحاب القرار ، ولا يحق للعروسين الإعتراض على إتمام مسألة الزواج عند الكبر ، فبمجرد الولادة تتم الخطبة ، ويكتمل الزواج بمجرد بلوغ الفتاة سن الثامنة عشر من عمرها.
والزواج بالأجانب أمر شائع فى تركيا ، وهو من أكثر الأنواع إثارة للمشاكل والخلافات الزوجية ، بسبب إختلاف العادات والتقاليد ، فالشعب التركى مشهور بالتمسك بعاداته وتقاليده ولن يسمح الرجل التركى لزوجته الأجنبية بالإخلال بهذه العادات أو تربية أولاده بشكل مختلف عن الأسلوب الذى أعتاد عليه ، وغالبا ما تنتهى حالات الزواج بأجنبية بالطلاق ، وتشريد الأطفال .
وفى تركيا يتم تزويج المرأة لأخو زوجها ، فى حال وفاته ، ولا يحق لها الزواج من غيره ، ويكون ذلك بغرض الحفاظ على أبناء الأخ المتوفى ، حيث يرى الأهل أن “العم” هو الرجل الأصلح لتربية أبناء الأخ .
ومن خلاله تقوم العائلات بتزويج أبنائها لأشخاص من نفس العائلة ، والغرض منه تقليل تكاليف الزفاف ، وغالبا لا يحصل الأهل على “مهر” فتكون الزيجات تبادلية بحيث تعطى الأسرة أبنتها للعائلة مقابل أن تأخذ إبنها مثلا .
وهو واحدا من أبرز عادات وتقاليد الزواج فى تركيا ، ومن خلاله تتم الزيجات من خلال الإعلانات ، فالشاب الذى يريد الزواج ، يقوم بالتعبير عن مواصفات “فتاة أحلامه” ويتم الإعلان عنها أمام الجميع ويتقدم لخطبة من ينطبق عليها هذه المواصفات ، وهناك مكاتب مخصصة لتأدية هذه المهمات .
لا يمكن أن تنتهى ليلة الزفاف ، دون إلتقاط مئات الصور للعروسين بصحبة الأقارب والأصدقاء ، ويحرص العروسين على إلتقاط أجمل الصور التذكارية بالأماكن والمعالم السياحية التى تمتاز بها تركيا ،ويفضل العروسين إلتقاط الصور برفقة المعالم الأثرية مثل :المناطق الأثرية القديمة كمحطة للسكة الحديد أو ماشابه ذلك .
تشتهر تركيا بتعدد الزوجات فى المناطق “القروية” حيث أن القانون التركى يمنع تعدد الزوجات ، ولكن فى هذه المناطق النائية يتزوج الرجل مرتين على الأقل ، وتكثر حالات تعدد الزوجات فى المناطق التى تعانى من تدنى المستوى التعليمى ، وغالبا ما يرجع سبب الزيجة الثانية للإنجاب ، عندما تعجز الزوجة الأولى عن ذلك .