توضح بعض المصادر أن اسم مدينة قارص جاء من كلمة أرمينية تعني العروس، بينما تزعم مصادر أخرى أن الاسم مشتق من كلمة جورجية تعني البوابة، ومن المعروف أن مدينة قارص تظهر في التاريخ الروماني على أنها جزء من أرمينا القديمة.
تتميز مدينة قارص بمناخها القاري الرطب، مع اختلاف واضح بين درجات الحرارة في الشتاء والصيف، ونهاراً وليلاً، وذلك نتيجة موقعها البعيد عن المسطحات المائية الكبيرة، حيث تتقارب سلسلة جبال القوقاز الصغرى من هضبة الأناضول الشرقية، الصيف قصير مع ليالي باردة، والشتاء بارد جداً مع ثلوج كثيرة تستمر بالمدينة لمدة 4 أشهر، متوسط درجة الحرارة صيفاً 26 درجة مئوية، وشتاءً -16 درجة مئوية وقد تصل درجة الحرارة شتاءً إلى -35 درجة مئوية.
توجد في مدينة قارص جامعة كافكاس التركية، وهي مؤسسة حكومية للتعليم العالي وعضو في رابطة جامعة القوقاز، تأسست في 11 يوليو عام 1992 شرق الأناضول، ويقع الحرم الجامعي في الجنوب الغربي من قارص، تضم 6 كليات، و3 معاهد، و3 كليات، و4 كليات مهنية، والكثير من مراكز البحث والتطبيق.
لا يعرف الكثير عن قارص قبل الميلاد، ولكنها في العصور الوسطى كان لها سلالة حكام خاصة من الأرمن، وكانت العاصمة لمنطقة فاناند، وفي وقت ما من القرن التاسع كانت قارص جزءاً من أراضي الأرمن، وبعد فترة قصيرة أصبحت عاصمة لمملكة مستقلة، ولكن حكامها كانوا من الأرمن، ثم تم التنازل عنها للبيزنطيين، وتولى الأتراك السلجوقيين حكمها، ثم سقطت في أيدي الملوك الإيرانيين، قبل أن يستولي عليها العثمانيين ويعيدوا تحصينها لتصبح قوية بما يكفي للتصدي لأي هجوم.
في الحرب العالمية الأولى، كانت قارص محل نزاع بين الأتراك والأرمن والسوفيتيين، إلى أن أصبحت قارص خاضعة للحكومة الأرمينية بشكل كامل علم 1919، وأصبحت عاصمة لمقاطعة فاناند، ثم اندلعت الحرب التركية الأرمينية عام 1920، ثم أجبرت أرمينيا على إعادة جميع الأراضي العثمانية عن طريق معاهدة الكسندر وبول، ثم حلت محلها معاهدة قارص في 23 أكتوبر عام 1921، التي سمحت للسوفيتيين بضم أدجارا مقابل سيطرة تركيا على أردهان، واجدير، وقارص، وسمحت بوجود علاقات سلمية بين البلدين.
بعد الحرب العالمية الثانية، حاول استعاد الاتحاد السوفيتي منطقة قارص وأردهان عن طريق إلغاء معاهدة قارص، ولكن كان الرد من تركيا هو الرفض، وتخلى الاتحاد السوفيتي عن رغبته في ضم قارص والمناطق الأخرى عام 1948 بعد دعم أمريكا لتركيا في محاولة لوقف التوسع السوفيتي.
أغلقت تركيا عام 1993 معبر قارص الحدودي مع أرمينيا، كاحتجاج على استيلاء الارمن على مقاطعة كيلباجار بأذربيجان، وظلت الحدود البرية التركية الأرمينية مغلقة حتى الوقت الحال.
تتمتع قارص بجمالها المذهل في حد ذاتها، وهي نقطة عبور بين الأناضول والقوقاز، وبها الكثير من الهياكل الأثرية التي يقصدها الزوار، خاصة في وسط المدينة الذي لا يشبه أي مكان وسط مدينة أخر فىيبدو أقدم من قرن من الزمان.
بها المباني الرائعة التي بنيت على الطراز الروسي في فترة الاحتلال، متراصة على جوانب الشوارع الواسعة المتقاطعة مع بعضه في إضافة مميزة للتراث المعماري للمدينة.
يوجد بالمدينة بحيرة كويوكوك التي تضم 200 نوعاً من الطيور المختلفة، والتي تأتي إليها في مواسم الهجرة في فصلي الربيع والخريف للتغذية والتعشيش، كما تشتهر مدينة قارص بالسجاد والكليم المميز، مع الإرث القديم من الرقص الشعبي، الذي يستمتع به الزوار، يشتهر القرويون علي المراعي الجبلية بصنع جبن الكسار المميز مع العسل اللذيذ، ويوجد بالمدينة مركز للزلج مع الفنادق الضخمة الواق في غابات الصنوبر بمناظرها الخلابة، يستمر موسم التزلج 120 يوم خلال العام، فالمكان مناسب للتزلج على جبال الألب.
إن التجول في شوارع مدينة قارص يوضح الإرث المعماري العريق بها، بالإضافة إلى ما تحويه المدينة من أماكن تراثية تجذب الزوار لمشاهدتها والتعرف عليها، مثل: