مدينة مرسين هي مدينة كبيرة وعاصمة مقاطعة مرسين وميناء في جنوب تركيا على ساحل البحر المتوسط، عدد السكان بها وفقاً لتعداد 2014 وصل إلى 915703 نسمة، وهي تأتي في الترتيب العاشر من حيث ارتفاع الكثافة السكانية في المدن التركية، يقال أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى نبتة الآس التي تنمو بكثرة في تلك المنطقة، وتوجد نظرية أخرى أنها سميت باسم عشيرة تدعى مرسين أوغولاري وذلك وفقاً لما كتبه أوليا جلبي المسافر من القرن السابع عشر.
تتميز مدينة مرسين بالمناخ النموذجي للبحر الأبيض المتوسط، وهو مناخ شبه استوائي، فهي حارة جافة صيفاً دافئة رطبة شتاءً، أعلى هطول للأمطار فيها يكون خلال فصل الشتاء وبشكل أخص في ديسمبر ويناير، أما أشهر الصيف فهي جافة تماماً مع عدم هطول أمطار فيها علي الإطلاق.
يوجد في مدينة مرسين جامعتين، هما جامعة مرسين وهي تأسست في عام 1992، ولكن كانت بداية التدريس بها في 1993-1994، وتضم 11 كلية، و9 مدارس مهنية، و6 مدارس، وبها 10000 خريج تقريباً، أما عدد أعضاء هيئة التدريس بها حالياً 2100 أكاديمي، وعدد الطلاب بها 22000 طالب، أما الجامعة الأخرى فهي جامعة توروس، وهي جامعة خاصة.
تعد مدينة مرسين من أقدم المدن حيث سكنت منذ الألفية التاسعة قبل الميلاد، وأوضحت الحفريات لتل يوموكتيبي التي قام بها جون جارستانج إلى تعرض المدينة إلى 23 مستوى من الاحتلال، أقدمها يرجع إلى 6300 قبل الميلاد، وتم وضع الحصون عام 4200 ق. م، ولكن تم التخلي عنها بين العامين 350-300 قبل الميلاد.
أصبحت مدينة مرسين في القرون اللاحقة جزءاً من الكثير من الحضارات والدول، بما في ذلك السلوقيين، والإغريق، والفرس، والآشوريين، والحثيين، واليونانيين، والمقدونيين، والبطالمة، ، وكانت مرسين قد حملت اسم زيفيريون في الفترة اليونانية القديمة.
في عام 1473 تعرضت مرسين للاحتلال من قبل العثمانيين، وضمها سليم الأول رسمياً عام 1517، وفي عام 1918 تم احتلالها مرة أخرى من قبل فرنسا وبريطانيا وفقاً لمعاهدة سيفريس، وتمكن الجيش التركي من استعادتها عام1820، وتم إنشاء مقاطعة مرسين عام 1924، ودمج محافظتي أيسيل ومرسين لتشكل مقاطعة مرسين الكبرى.
مدينة مرسين اليوم هي مدينة كبيرة وشاطئها هو الأطول في تركيا، بها ثاني أطول ناطحة سحاب تركية، وهي برج ميرتيم المكون من 52 طابق، وكان هو البرج الأطول لمدة 13 عام حتى تم الانتهاء من برج بانكاسي الأطول الموجود في اسطنبول.
يوجد في مرسين الكثير من المرافق الحضرية الحديثة، مثل دار الأوبرا، والفنادق الضخمة، والعقارات الباهظة على شاطئ البحر وفي التلال، ومنتدى مرسين وهو أكبر مركز تسوق بالمدينة وبه أكثر من 100 متجر، ومن أكثر ما تتميز به مرسين هو لوحات التدفئة الشمسية الموجودة على كل المباني وفي كل مكان، وتخطط تركيا لبناء أول محطة طاقة نووية بالقرب من مرسين، ولكن الجماعات البيئية أعلنت معارضتها للمشروع.
تم تأسيس مهرجان مرسين للموسيقى في مدينة مرسين عام 2001، وهو مستمر للآن ويقام سنوياً في شهر أكتوبر، لدى مرسي دار أوبرا ، ومن أكثر الجمعيات الشعبية جمعية التصوير الفوتوغرافي وهي الأكثر نشاطاً بالمدينة، ويتولى نادي مرسين للفنون رعاية بعض الأنشطة الثقافية الأخرى.
استضافت مدينة مرسين دورة الألعاب المتوسطية عام 2013 ولذلك، تم بناء 11 ملعب رياضي جديد، كما استضافت أيضاً مباريات كرة السلة للرجال، والنهائيات لكأس العالم في الكرة الطائرة وألعاب القوى للمعاقين، وألعاب القوى.
كانت مدينة مرسين مفترق للطرق علي مر العصور، ولهذا فإنها مزيج بين الكثير من الحضارات المختلفة، فهي تضم ستة متاحف داخل نسيجها الحضري، بالإضافة إلى عدد من المساجد الأثرية، ومن الأماكن التي تجذب الناس لزيارتها في مرسين:
العربية
