تعرضت المدينة إلى الكثير من الحضارات القديمة، حيث وقعت تحت سيطرة الحيثيين والرومان والبيزنطيين والسلاجقة والعثمانيين، ويبدو هذا جليا على معالمها المختلفة،
بور جنوب نيغدة كانت مركزًا سكنيًا للحيثيين، ويعود تاريخها إلى عام 7000 قبل الميلاد، ووفقًا لنقوش الحثيين والآشوريين، كانت بور مسكونة منذ ألف عام ابتداءً من 1800 قبل الميلاد، وعلى بعد 5 كيلومترات جنوب بور توجد مدينة تيانا الرومانية، ويمكن العثور على بعض آثار الحثيين في ضواحيها مع قناة المياه الرومانية.
برزت نيغدة وبور القريبة كمدن تسيطر على الممر الجبلي، وهو رابط حيوي على الطريق التجاري الشمالي من سيليسيا إلى الأناضول الداخلية وسينوب، لكن بحلول عام 1333 أصبحت المدينة في حالة خراب، بسبب الحروب بين المغول وكرمان “إمارة تركمانية”، حتى ضمتها الإمبراطورية العثمانية في النصف الثاني من القرن الخامس عشر.
تعتبر نيغدة الآن مركزا زراعيا، فهي غنية بالتربة الخصبة، وتشتهر بإنتاج البطاطس والبصل والجاودار والفواكه والزبيب، كما تشتهر بتربية الحيوانات خصوصا الماعز، ولا يزال السوق الشهير بالمدينة يحدث يوم الخميس حول برج الساعة في المدينة بالقرب من القلعة ومسجد علاء الدين.
ترتبط المدينة بالسكك الحديدية مع المراكز الحضرية الرئيسية في تركيا، وتهتم بالصناعة مثل صناعة طحن الدقيق وصناعة الأسمنت والمنسوجات والأدوات، وتشمل الرواسب المعدنية في المنطقة اللجنيت والأنتيمون.
فصول الصيف دافئة وجافة، بينما فصول الشتاء باردة جدًا وغائمة جزئيًا على مدار العام، وتتراوح درجة الحرارة عادة من 22 درجة فهرنهايت إلى 84 درجة فهرنهايت، ونادراً ما تقل عن 10 أو تزيد عن 91.
توجد في نيغدة العديد من المدارس في فترة ما قبل الجامعة، وأيضا جامعة نيغدة التي تأسست عام 1992 وتضم 9 كليات مختلفة، و3 معاهد للدراسات العليا، وتحتوي الجامعة على مكتبة مليئة بالكتب العلمية، كما تحتوي على عدد من مراكز البحث.
تعتبر نيغدة خيارًا جيدًا لمحبي الطبيعة، فهي واحدة من المراكز الرائدة في تركيا للتزلج والرياضة الطبيعية، وتعد أفضل منطقة في جبال طوروس للجولات الجبلية والرحلات. تعد حديقة جبال ألادجلار الوطنية مثالية لتسلق الجبال والرحلات والتخييم.
كما تشتهر جبال بولكار أيضًا بالرحلات والتزلج بأشكالها الكارستية وبحيراتها الجليدية، والتزلج في أراضي كيتين العشبية في فصل الشتاء، وبحيرة نارليجول التي تعد من أفضل الأماكن للاسترخاء، مع مداخن خرافية ومساكن صخرية على طول شاطئها.
تشتهر نيغدة بإقامة احتفالات عديدة لإحياء الذكرى لأي حدث مهم في الماضي، حيث يقام يوم ذكرى أحمد قدوسي في يوم الرابع من ديسمبر في ملعب بور الرياضي كل 12 يوليو، واحتفال يوم الذكرى السنوية لوصول أتاتورك في نيغدة الذي يقام في الخامس من فبراير، كما يتم تنظيم مهرجان الكرز كل عام.
يوجد في نيغدة الكثير من الأماكن التاريخية الرائعة، فقد ملأ السلاجقة المدينة بالأعمال الفنية المعمارية، مسجد علاء الدين أحد المعالم الأثرية المتبقية من تلك السنوات، مع أعماله الحجرية الرائعة، ومسجد سنغور بك وقبره.
متحف آك ميدريس الذي يعود بناؤه إلى القرن الخامس عشر والذي بناه أتراك كرامنلي، يعتبر مثالاً رائعًا للهندسة المعمارية السلجوقية، وقد تم تحويله الآن إلى متحف أثري يعرض الاكتشافات من المنطقة.
لا يزال الدير والكنيسة البيزنطية قائمان وشاهدان على جمال وبراعة التصميم، مع الأعمدة والجدران العالية المغطاة بلوحات جدارية رائعة، ويعود تاريخها إلى القرنين العاشر والحادي عشر.
العربية
