تعرضت المدينة لسيطرة حضارات مختلفة، حيث يعود تاريخ أول مستوطنة في المنطقة إلى فترة ما قبل التاريخ، حوالي عام 3000 قبل الميلاد، وقعت المدينة تحت حكم الحثيين في القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد، ثم الفريجيين في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وقد تم غزو المنطقة من قبل الرومان في 74 قبل الميلاد.
ظلت منطقة يالوفا تحت سيادة الإمبراطورية البيزنطية، وفي عام 1302 تم دمجها إلى أراضي الإمبراطورية العثمانية، وكان مصطفى كمال أتاتورك يعيش أحيانًا فيها في سنواته الأخيرة، وهو مؤسس تركيا الحديثة، وكانت من أحياء إسطنبول حتى عام 1995، ثم أصبحت مقاطعة بذاتها.
مدينة يالوفا حديثة ومتطورة اجتماعيًا واقتصاديًا، وتحظى المدينة بجمال ساحر خلاب، وتتمتع ببيئة طبيعية رائعة حيث يوجد بها الكثير من الهضاب الخضراء والمناطق الزراعية والمنتجعات الصحية، والعديد من ينابيع المياه الحارة والفنادق الحرارية، التي تقع في جنوب بحر مرمرة، على بعد 11 كم جنوب غرب المدينة.
تحتوي ينابيع المياه الحارة على منفذ للمياه الطبيعية، وتعد مناسبة للاستحمام والشرب، ومعروفة بخصائصها العلاجية، خاصةً للأمراض الروماتيزمية وأمراض الجهاز الهضمي والاضطرابات العصبية والمسالك البولية، وتقدم جميع منافع المدن الحضرية العصرية مع أسلوب حياة صحي ومثالي.
تتمتع يالوفا بمناخ البحر الأبيض المتوسط، وفصل الشتاء طويل وغائم جزئيًا، ويعتبر باردا بالنسبة لسكان المدينة، ولكنه يعتبر متوسط البرودة بالنسبة للأجانب، ويعد الشهران يناير وفبراير من أكثر الشهور برودة، وتهطل الأمطار بغزارة في شهر ديسمبر ويناير، ويمكن أن يمتد نزول المطر لمدة 12 يوم.
فصول الصيف في يالوفا دافئة وجافة وذات رطوبة، ويصبح الجو دافئا أكثر في شهر مايو، وتستمر الحرارة في الارتفاع حتى شهر أكتوبر، ومن أكثر الشهور حرارة في المدينة، شهر يوليو وأغسطس، ولكن قد تهطل الأمطار لمدة ثلاثة أيام فقط طوال مدة فصل الصيف.
تضم المدينة جامعة يالوفا التي تأسست عام 2008، وهي جامعة شابة لكنها سريعة التطور، على الرغم من أنها جامعة تم إنشاؤها مؤخرًا، إلا أنها بدأت بالفعل في التنافس مع جامعات أخرى أنشئت قديما، وذلك بفضل برامجها الدراسية والتعليمية ذات الجودة العالية، والتي تتواكب مع التكنولوجيا الحديثة ومتطلبات العصر، وتضم الجامعة عدة كليات مختلفة على مستوى عال من التعليم.
وتحظى الجامعة باتفاقيات ثنائية مع مجموعة مختلفة من الدول في جميع أنحاء العالم، حيث يتم تبادل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بين البلدان، كما تضم يالوفا أيضا عدد من مراكز البحوث المؤسسية مثل مركز حل النزاعات الدولية، ومركز أبحاث العلوم والتكنولوجيا وتطبيقها ومركز دراسات المرأة والأسرة، وتضم المدارس الثانوية والمعاهد المهنية.
ينبت في يالوفا أنواع كثيرة ومتنوعة من الزهور، وتعتبر الزهرة رمز للمدينة، وتقام بها عدة معارض سنوية للأزهار والورود، وتعتبر تجارة الزهور النشاط التجاري للبلدة، ويوجد حوالي 20٪ من تجارة الدولة هناك.
يعكس مشتل كاراكا خبرة يالوفا واهتمام يالوفا بالنباتات، لاحتوائه على ما يقرب من 7000 نوع مختلف من الأشجار والنباتات والزهور، وهو متاح للجمهور.
تعد مدينة يالوفا الوجهة المثالية لعطلة نهاية الأسبوع والإجازة الصيفية، هناك العديد من الأنشطة التي يمكن ممارستها، مثل المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات على طرق مخصصة لذلك.
تضم منتجعات المدينة أحواض سباحة مفتوحة ومغطاة، وحمامات تركية تقدم خدمات التدليك العادي، والتدليك تحت الماء.
تقع منطقة ترمال بالقرب من وسط المدينة، وهذا الاسم مأخوذ من الكلمة الإنجليزية thermal، وتشتهر المنطقة بينابيع المياه الحارة الشافية، وقد استخدمت المنتجعات الصحية في العصور القديمة، فقد كان الجنود من مختلف الإمبراطوريات يذهبون إليها للشفاء بعد المعارك.