بدأت عملية البناء فى القرن الثامن قبل الميلاد و لكن جيوش الفرس الغازية دمرت الموقع قبل إتمامة و بعد قرنين أمر الإسكندر الأكبر بإعادة بناء المعبد و لكن لم يكتمل البناء مرة أخرى و قد أهمل المعبد فى عام 390 بعد الميلاد بعد أن حظرت النبوة و أندلع حريقان و زلزال قوى محوا معالم الموقع فى السنوات التالية حتى القرن 18 و قد تم كشف الغطاء عن المعبد فى عام 1785 م و تبع ذلك أول عملية حفر و تنقيب فى عام 1861 م ثم أنطلقت فى عام 1980 م عمليات الحفر و التنقيب و البحث و الترميم التى لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا.
فور الدخول سترى مجموعة مذهلة من الأعمدة التى تسيطر على الأفق يزين المدخل عمودين من الحجر طول الواحد منهما 14.5 متر يقعان على جانبية على فناء رخامى يمكن للزائر رؤية المزيد من الأعمدة الشاهقة فى الداخل كانت البنية الأساسية تضم 124 عمودآ مرتفعآ ولكن للأسف لم ينج منها سوى 72 عمود فقط ثم يأتى البلاط المقدس و الأبار التى كان الكهنة يغتسلون فيها كجزء من الطقوس الليلية يحيط بالبلاط المقدس أربعة جدران يبلغ طول الواحد منهما 19.5 متر أى ما يعادل 64 قدم و قد وجد علماء الأثار أثناء عمليات الحفر و التنقيب مجموعة من الخطوط المحفورة على الجدران و التى هى بالكاد مرئية تشكل خطة للمعبد و قد خدشت على سطح الرخام لتكون بمثابة دليل للبناة.
الموقع تملؤة أشجار الغار و هى تكتنف سر حب أبولو لدافنى بحسب ما جاء فى الأسطورة حيث تقول الأسطورة أن أبولو أغرم بدافنى أبنة بينيس إلة النهر و طاردها فهربت منة و أحتمت بأبيها الذى حولها إلى شجرة من نبات الغار فأتخذها أبولو شجرتة المقدسة.
تحتوى جدران المعبد على رسومات منقوشة تتدحث عن ملحمة حصان طروادة الشهيرة التى دارت فى هذة المنطقة و ليست لها أى نسخ أخرى فى العالم.
يوجد بالمعبد منحوتة كبيرة فى صخرة للميدوسا بالإضافة إلى العديد من المنحوتات التاريخية الموجودة على جدار المعبد و التى تعكس العمل المكثف الذى قام بة عمال البناء فى بناء هذة الأعمدة حيث كان يحتاج عمود واحد 20000 يوم عمل ليتم الأنتهاء منه.
يمكن لعشاق التاريخ أيضآ رؤية أطلال المدينة القديمة فى الطريق المقدسة من معبد أبولو إلى ميليتس.
ترميم المعبد :
دمرت محاولات الترميم السابقة البنية الأساسية للمعبد حيث أستخدم فيها الأسمنت لإصلاح الجدران المتداعية و لكن تعمل الحكومة التركية الحالية على أتمام عملية الترميم دون المساس بالبنية الأساسية و قد أكتشف فريق الترميم مؤخرا أثار طلاء أحمر و أزرق على الأدراج المؤدية إلى غرف الكهنة و التى ما زالت غير مفتوحة للزوار فى الوقت الحالى و قد رفع هذا الأكتشاف أحتمال أن يكون المعبد قد كان بنية ملونة فى الأصل و ما زالت الأبحاث مستمرة حول مسألة اللون إلى الأن و قد يساعد الكشف عنها تبين حقيقة اللون الرمادى الطاغى على الحضارات القديمة.