تعمل العظام المحاربة على أداء ثلاثة أدوار من أجل إعداد الهواء لدخوله إلى الرئتين وهي: تدفئة الهواء وترطيبه وتنقيته.
&bull تدفئة الهواء: تعمل العظام المحاربة مثل نظام التدفئة المنزلي باستخدام الماء الساخن، فيما عدا أنها تستخدم الدم الجاري بدلاً من الماء الساخن. ويغطي كل عظمة من العظام المحاربة غشاء يشبه الإسفنج، يتدفق خلاله الدم باستمرار. وبذلك يكتسب الهواء الداخل الحرارة من الدم الدافئ. ومما يثير الدهشة أن تدفق الدم يزداد على أحد جانبي الأنف ويقل على الجانب الآخر، كل حوالي ست ساعات، كلما تمددت البطانة الإسفنجية وانقبضت (راجع مربع المعلومات الإضافية الذي يحمل عنوان "دورة الأنف").
&bull ترطيب الهواء: يتدفق الهواء المستنشق داخل غشاء كل عظمة من العظام المحاربة الدافئة والرطبة في الوقت نفسه. فتتساقط قطرات سائلة متناهية الصغر، مكونة منالماء والمخاط، على طول سطح الغشاء في الهواء. فتشبه هذه العملية السونة (حمام البخار). ولتتأكد من كم الرطوبة الموجودة بحيز الهواء داخل الأنف، ضع مرآة أسفل فتحتي أنفك وراقب الهواء وهو يكون طبقة من الضباب على المرآة أثناء عملية الزفير.
دورة الأنف
من المحتمل أنك لاحظت أنك تتنفس أحيانًا من أحد جانبي الأنف، بينما يكون الجانب الآخر مسدودًا. وقد تعتقد أن هناك مشكلة ما، لكن هذا غير صحيح؛ فهي دورة طبيعية للهواء في الأنف، تعرف بدورة الأنف (Nasal Cycle). وأثناء أوقات النوم واليقظة، يتبدل الجانب الذي تتنفس منه بشكل أساسي أربع مرات يوميًا.
تحدث هذه الدورة نتيجة تناوب كمية الدم المتدفق إلى الأغشية المخاطية في الأنف. فكل ست ساعات تقريبًا، يزدادا تدفق الدم في أحد جانبي الأنف ويقل في الجانب الآخر. فيزداد حجم الجانب الذي يزداد فيه تدفق الدم ويعمل على زيادة تدفئة الهواء قليلاً، بينما ينفتح الجانب الذي يقل فيه تدفق الدم ويسمح بدخول كمية هواء أكثر قليلاً.
&bull تنقية الهواء: إن لزوجة بالغشاء المخاطي الناجمة عن طبقة المخاط الرقيقة تمكن الغشاء من التخلص من الذرات والجسيمات الغريبة العالقة بالهواء وتمنعها من الوصول إلى الرئتين.
إن الشكل الاسطواني للعظام المحاربة يحسن من كفاءة أداء هذه الوظائف الثلاثة ويزيد من مساحة الحيز الذي تشغله هذه العظام.
بالنظر إلى الأمر كله، نجد أن نظام التحكم الهوائي للأنف عبارة عن نموذج فعال تتكامل شتى عناصر الكفاءة. فهو لا يضمن فقط عدم مرور الهواء غير الصحي عبر تجويف الأنف، بل يضمن أيضًا أن يمر من خلاله هواء معالج بدقة وخاضع لعملية تكييف نموذجية لكي يتلاءم مع الرئتين.
"