بالطبع فإن الفكرة الشعبية السائدة هي أنك إذا تلقيت التطعيم باللقاح فستكتسب مناعة ضد المرض و لكن بعض اللقاحات تكون أكثر نجاحاً من لقاحات أخرى و بعضها يستمر لفترات أطول من الأخرى كما تجد اختلافات شاسعة بين الناس فيما يختص بمدى فعالية اللقاح في إنتاج ما يكفي من الأجسام المضادة و تعطي اللقاحات لسلالات معينة من الميكروبات التي تستمر في التطور و التغير. لذا لا يوجد ضمان للوقاية فمثلاً، حدث وباء من شلل الأطفال في تايوان رغم تطعيم 98 % من الأطفال الصغار و في عام 1961 م حدث وباء من شلل الأطفال في ولاية ماساتشوسيتس الأمريكية أدى إلى ظهور حالات من الشلل الناتج عن الفيروس بين الذين تم من قبل تطعيمهم أكثر مما ظهر بين من لم يتم تطعيمهم.
اللقاحات ليست خالية من الأثار الجانبية
ربما كان الأكثر إثارة للنزاع بين جميع التساؤلات المذكورة هي قضية الآثار الجانبية للقاحات التي قد تصل في بعض الحالات إلى حدوث تلف دائم أو الوفاة كنتيجة للقاح و هناك اثنان من أكثر اللقاحات شيوعاً، و هما اللقاح الثلاثي المسمى MMR ( و هو لقاح الحصبة و النكاف و الحصبة الألمانية) و اللقاح الثلاثي الآخر المسمى DPT ( و هو لقاح الدفتريا و السعال الديكي و التيتانوس) و قد تم فحصهما بدقة من قبل الهيئة الأمريكية للسيطرة على الأمراض و الوقاية منها. و من خلال مراقبة حالات 500 ألف طفل في أنحاء الولايات املتحدة بعد تطعيمهم تم اكتشاف 34 أثراً جانبياً رئيسياً و كانت أكثرها شيوعاً هي النوبات التشنجية ففي اليوم التالي لإعطاء الأطفال لقاح DPT زادت قابلية إصابة الأطفال بالتشنجات بمعدل ثلاث مرات و في حالة لقاح MMR كان معدل الزيادة 7, 2 مرة بعد 4 إلى 7 أيام و كان 3, 3 مرات بعد 8 إلى 14 يوما ً.
و من أكثر اللقاحات خطورة لقاح السعال الديكي الذي يعزى إليه كثير من نصف عدد حالات التفاعلات الضارة نتيجة للقاحات و مرض السعال الديكي في حد ذاته نادراً ما يكون مميتاً إذا أصاب الأطفال المتمتعين بالتغذية السليمة لذا فثم تساؤل خطير في هذا المقام عما إن كانت فوائدة تفوق مخاطره المعروفة و في بعض الحالات تؤدي تفاعلات لقاح DPT إلى تلف عصبي دائم بنسبة واحد من كل 40 ألف طفل يتم تطعيمهم؛ بل إلى الوفاة. و تبعاً لما قرره بحث أجري في مستشفى تشرشل في أكسفورد فإن الطفل الذي يتم تطعيمه ضد السعال الديكي يكون أكثر عرضة بنسبة 50 % للإصابة بالربو أو بحالات الحساسية في مستقبل حياته و يعتقد أن هذا بسبب أن لقاح السعال الديكي يعزز حدوث استجابة مناعية قوية نحو الأليرجينات الفعالة مثل حبوب اللقاح. كذلك فإن تناول المضادات الحيوية بدورها تتلف القناة الهضمية وق د تفسد عملية البرمجة المناعية المبكرة في جسد الطفل.
و ما من مخلوق حتى اليوم يعرف المخاطر الإجمالية لتناول عدد من اللقاحات في وقت واحد. و يحتمل مع ذلك أن تكون التفاعلات الناتجة أكثر قابلية للحدثو ف يطفل لديه احتياطيات قليلة تمكنه من استعادة توازنه بعد أن أجبر جهازه المناعي على التفاعل تجاه تهديد أحد الكائنات الغازية ففي الأطفال الضعفاء مناعياً قد تسبب اللقاحات زيادة في العبء الملقى على عاتق أجهزتهم المناعية مما يؤدي إلى تكون سموم( توكسينات) تؤثر بالضرر على أجهزتهم العصبية و مخاخهم لا تستطيع أجسادهم الضعيفة التعامل معها.
البدائل للقاحات
إن البديل عن استخدام اللقاحات هو أن تضمن أن لديك أو لدى طفلك جهازاً مناعياً كفؤاً في مكافحة الأعداء و لا توجد وسيلة أخرى أفضل من الرضاعة الطبيعية لتقوية مناعة الأطفال الرضع و بمجرد فطام الطفل يكون من المهم ضمان حصوله على المغذيات املنشطة للمناعة بكميات مثالية فمثلا ً، فيتامين أ يوفر حماية للطفل من الحصبة و ربما شلل الأطفال فحتى في الدول غير المتحضرة يمكن إبطال حدوث الوفيات من الحصبة عملياً عن طريق ضمان تناول كمية كافية من فيتامين أ. و من المحتمل بشدة و إن لم يثبت قطعياً حتى الآن، أن تناول العناصر الغذائية الشاملة المنشطة للمناعة من الفيتامينات و المعادن و الأحماض الأمينية و الدهون الأساسية بكميات وافرة يمكن أن يحول حالة مرضية فيروسية مهددة للحياة بشدة إلى حالة مرضية طفيفة مؤقتة.
و ثمة طريقة أخرى لتقليل الخطر في الأطفال الرضع( الذين تكون أجهزتهم المناعية غير ناضجة) و هي الحد من تعرضهم المبكر لأعداد كبيرة من الأطفال الآخرين المصابين بالعدوى في مراكز الرعاية النهارية حتى سن الثالثة حين تكون أجهزتهم المناعية أكثر قوة.
و رغم أن اللقاحات الهوميوباثية( أي العلاجية المثلية) لم يتم بحثها جيدا ً، فقد تحتاج إلى أن تتقصى تلك اللقاحات و تجربها ففي إحدى الدراسات أمكن حماية 18 ألف طفل بنجاح من الالتهاب السحائي باستخدام علاج مثلي( هوميوباثي) دون حدوث أثر جانبي واحد.
"